حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » أنا طالب علم، لدي خوف من أن أتكلم بغير علم.. ما الحل؟
ج »

وعليكم السلام

لا بد لطالب العلم في مساره العلمي أن يتسلح بأمرين أساسيين:
الأول: الاستنفار العلمي وبذل الجهد الكافي لمعرفة قواعد فهم النص واستكناه معناه ودلالاته بما يعينه على التفقه في الدين وتكوين الرأي على أسس صحيحة.
الثاني: التقوى العلمية ويُراد بها استحضار الله سبحانه وتعالى في النفس حذراً من الوقوع في فخ التقوّل على الله بغير علم. ومن الضروري أن يعيش مع نفسه حالة من المحاسبة الشديدة ومساءلة النفس من أن دافعه إلى تبني هذا الرأي أو ذاك: هل هو الهوى والرغبة الشخصية أم أن الدافع هو الوصول إلى الحقيقة ولو كانت على خلاف الهوى.
أعتقد أن طالب العلم إذا أحكم هذين الامرين فإنه سيكون موفقاً في مسيرته العلمية وفيما يختاره من آراء أو يتبناه من موقف.

 
س » كيف علمنا أن الصحيفة السجادية ناقصة؟ وهل ما وجده العلماء من الأدعية صحيح؟؟
ج »

أقول في الإجابة على سؤالكم:

أولاً: إن الصحيفة السجادية في الأصل تزيد على ما هو واصل إلينا وموجود بين أيدينا، قال المتوكل بن هارون كما جاء في مقدمة الصحيفة: " ثم أملى عليّ أبو عبد الله (ع) الأدعية، وهي خمسة وسبعون باباً، سقط عني منها أحد عشر باباً، وحفظت منها نيفاً وستين باباً"، بيد أن الموجود فعلاً في الصحيفة الواصلة إلينا هو أربعة وخمسون دعاء. آخرها دعاؤه في استكشاف الهموم، وهذا آخر دعاء شرحه السيد علي خان المدني في رياض السالكين، وكذا فعل غيره من الأعلام.

ثانياً: إن سقوط عدد من أدعية الصحيفة وضياعها دفع غير واحد من الأعلام للبحث والتتبع في محاولة لمعرفة ما هو الضائع منها، وبحدود اطلاعي فإنهم عثروا على أدعية كثيرة مروية عن الإمام زين العابدين (ع)، لكنهم لم يصلوا إلى نتائج تفيد أن ما عثروا عليه هو من الأدعية الناقصة منها، ولذا عنونوا مؤلفاتهم بعنوان مستدركات على الصحيفة، ولم يجزموا أن ما جمعوه من أدعية هو الضائع من أدعية الصحيفة. وهذا ما تقتضيه الضوابط العلمية والدينية، فما لم يعثر الإنسان على نسخة قديمة موثوقة أو قرائن مفيدة للوثوق بأن هذا الدعاء أو ذاك هو من جملة أدعية الصحيفة فلا يصح له إضافة بعض الأدعية على الصحيفة بعنوان كونها منها.

ثالثاً: لقد ابتُلينا بظاهرة خطيرة، وهي ظاهرة الإضافة على الصحيفة أو غيرها من كتب الأدعية، وهذا العمل هو خلاف الأمانة والتقوى، وقد ترتّب على ذلك الكثير من المفاسد، وأوجب ذلك وهماً للكثيرين، فتوهموا أن بعض الأدعية هي جزء من الصحيفة السجادية المشهورة، ومردّ ذلك بكل أسف إلى أن مجال الأدعية والزيارات شرعة لكل وارد، وتُرك لأصحاب المطابع والمطامع! وأعتقد أن هذا العبث في كتب الأدعية والزيارات ناشئ عن عدم عناية العلماء بالأمر بهذه الكتب كما ينبغي ويلزم، كما نبه عليه المحدث النوري في كتابه "اللؤلؤ والمرجان" مستغرباً صمت العلماء إزاء التلاعب والعبث بنصوص الأدعية والزيارات مما يعدّ جرأة عظيمة على الله تعالى ورسوله (ص)!

رابعاً: أما ما سألتم عنه حول مدى صحة الأدعية الواردة بعد دعاء استكشاف الهموم، فهذا أمر لا يسعنا إعطاء جواب حاسم وشامل فيه، بل لا بدّ أن يدرس كل دعاء على حدة، ليرى ما إذا كانت قرائن السند والمتن تبعث على الحكم بصحته أم لا. فإن المناجاة الخمس عشرة بنظرنا لم تصح وربما كانت من وضع الصوفية، وقد أوضحنا ذلك بشكل مفصل في كتاب الشيع والغلو.


 
س » ابني المراهق يعاني من التشتت، وأنا جدا قلق ولا اعرف التصرف معه، ما هي نصيحتكم؟
ج »

التشتت في الانتباه في سن المراهقة مع ما يرافقه من الصعوبات هو في حدود معينة أمر طبيعي وظاهرة تصيب الكثير من المراهقين ولا سيما في عصرنا هذا.

وعلينا التعامل مع هذه المرحلة بدقة متناهية من الاستيعاب والتفهم والإرشاد والتوجيه وتفهم سن المراهق، وأن هذه المرحلة تحتاج إلى أسلوب مختلف عما سبقها.

فالمراهق ينمو لديه الإحساس بالذات كثيرا حتى ليخيل إليه أنه لم يعد بحاجة إلى الاحتضان والرعاية من قِبل والديه.

وبالتالي علينا أن نتعامل معه بأسلوب المصادقة "صادقه سبعا.." والتنبه جيدا للمؤثرات التي تسهم في التأثير على شخصيته واستقامته وتدينه، ومن هذه المؤثرات: الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن نصيبها ودورها في التأثير على المراهق هو أشد وأعلى من دورنا.

وفي كل هذه المرحلة علينا أن نتحلى بالصبر والأناة والتحمل، وأن نبتدع أسلوب الحوار والموعظة الحسنة والتدرج في العمل التربوي والرسالي.

نسأل الله أن يوفقكم وأن يقر أعينكم بولدكم وأن يفتح له سبيل الهداية. والله الموفق.


 
س » اعاني من عدم الحضور في الصلاة، فهل أحصل على الثواب؟
ج »
 
لا شك أن العمل إذا كان مستجمعا للشرائط الفقهية، فهو مجزئٌ ومبرئٌ للذمة. أما الثواب فيحتاج إلى خلوص النية لله تعالى بمعنى أن لا يدخل الرياء ونحوه في نية المصلي والعبادة بشكل عام.
ولا ريب أنه كلما كان الإنسان يعيش حالة حضور وتوجه إلى الله كان ثوابه أعلى عند الله، لكن لا نستطيع نفي الثواب عن العمل لمجرد غياب هذا الحضور في بعض الحالات بسبب الظروف الضاغطة على الإنسان نفسيا واجتماعيا.
لكن على الإنسان أن يعالج مشكلة تشتت الذهن أثناء العمل العبادي وذلك من خلال السعي الجاد للتجرد والابتعاد عن كل الهواجس والمشكلات أثناء الإقبال على الصلاة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، باستحضار عظمة الله عز وجل في نفوسنا وأنه لا يليق بنا أن نواجهه بقلب لاهٍ وغافل. والله الموفق.

 
س » أنا إنسان فاشل، ولا أتوفق في شيء، وقد كتب عليّ بالخسارة، فما هو الحل؟
ج »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً: التوفيق في الحياة هو رهن أخذ الإنسان بالأسباب التي جعلها الله موصلة للنجاح، فعلى الإنسان أن يتحرك في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية وفق منطق الأسباب والسنن. على سبيل المثال: فالإنسان لن يصل إلى مبتغاه وهو جليس بيته وحبيس هواجسه، فإذا أراد الثروة فعليه أن يبحث عن أسباب الثروة وإذا أراد الصحة فعليه أن يأخذ بالنصائح الطبية اللازمة وإذا أراد حياة اجتماعية مستقرة عليه أن يسير وفق القوانين والضوابط الإسلامية في المجال الاجتماعي وهكذا.

ثانياً: لا بد للإنسان أن يعمل على رفع معوقات التوفيق، وأني أعتقد أن واحدة من تلك المعوقات هي سيطرة الشعور المتشائم على الإنسان بحيث يوهم نفسه بأنه إنسان فاشل وأنه لن يوفق وأنه لن تناله البركة الإلهية.

إن هذا الإحساس عندما يسيطر على الإنسان فإنه بالتأكيد يجعله إنسانا فاشلا ومحبطا ولن يوفق في حياته ولذلك نصيحتي لك أن تُبعد مثل هذا الوهم عن ذهنك وانطلق في الحياة فإن سبيل الحياة والتوفيق لا تعد ولا تحصى.


 
س » ما هو هدف طلب العلم الذي يجب أن يكون؟
ج »

عندما ينطلق المسلم في طلبه للعلم من مسؤوليته الشرعية الملقاة على عاتقه ومن موقع أنه خليفة الله على الأرض، فإن ذلك سوف يخلق عنده حافزاً كبيراً للجد في طلب العلم والوصول إلى أعلى المراتب. أما إذا انطلق في تحصيله من موقع المباهاة أو إثبات ذاته في المجتمع أو من موقع من يريد أن يزين اسمه بالشهادة الجامعية ليُقال له "الدكتور" وما إلى ذلك، فإنه - في الغالب - لن يصل إلى النتيجة المرجوة.

وعلى كل إنسان منا أن يعي أنّنا في هذه الحياة مسؤولون في أن نترك أثراً طيباً، وأن نقوم بواجباتنا قبل أن يطوينا الزمان، إننا مسؤولون عن عمرنا فيما أفنيناه وعن شبابنا فيما أبليناه، وسنُسأل يوم القيامة عن كل هذه الطاقات التي منّ اللهُ بها علينا.

وأضف إلى ذلك، إنه من الجدير بالمسلم، أن لا يفكر في نفسه وما يريحه هو فحسب في طلبه للعلم، بل أن يفكر أيضاً في أمته والنهوض بها ليكون مستقبلها زاهراً، وهذا كله يحتم عليه أن يكون سقف طموحاته عالياً ليتمكن هو وأقرانه من الطلاب والعلماء من ردم الفجوة بيننا وبين الغرب الذي سبقنا على أكثر من صعيد.

باختصار: إن مسؤوليتنا ورسالتنا وانتماءنا لهذه الأمة يفرض علينا أن نعيش حالة طوارئ ثقافية وعلمية.


 
س » ما رأيكم في الاختلاط المنتشر في عصرنا، وكيف نحاربه؟
ج »

إنّ الاختلاط قد أصبح سمة هذا العصر في كثير من الميادين، ومنها الجامعات والطرقات والساحات وكافة المرافق العامة.. والاختلاط في حد ذاته ليس محرماً ما لم يفضِ إلى تجاوز الحدود الشرعية في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين؛ كما لو أدى إلى الخلوة المحرمة بالمرأة أو مصافحتها أو كان المجلس مشوباً بأجواء الإثارة الغرائزية أو غير ذلك مما حرمه الله تعالى.

وفي ظل هذا الواقع، فإنّ العمل على تحصين النفس أولى من الهروب أو الانزواء عن الآخرين بطريقة تشعرهم بأن المؤمنين يعيشون العُقد النفسية. إن على الشاب المسلم أن يثق بنفسه وأن يفرض حضوره ووقاره، وأن يبادر إلى إقناع الآخرين بمنطقه وحججه، وأن يبيّن لهم أن الانحراف والتبرج والفجور هو العمل السيّئ الذي ينبغي أن يخجل به الإنسان، وليس الإيمان ومظاهر التدين.

وأننا ندعو شبابنا عامة وطلاب الجامعات خاصة من الذكور والإناث إلى أن يتزينوا بالعفاف، وأن يحصنوا أنفسهم بالتقوى بما يصونهم من الوقوع في الحرام.


 
س » كيف يمكن التخلص من السلوكيات والعادات السيئة؟
ج »

إن التغلب على السلوكيات الخاطئة أو العادات السيئة – بشكل عام – يحتاج بعد التوكل على الله تعالى إلى:

أولاً: إرادة وتصميم، ولا يكفي مجرد الرغبة ولا مجرد النية وانما يحتاج بالإضافة إلى ذلك إلى العزم والمثابرة وحمل النفس على ترك ما اعتادته.

ثانياً: وضع برنامج عملي يمكّن الإنسان من الخروج من هذه العادة السيئة بشكل تدريجي؛ وأرجو التركيز على مسألة "التدرج" في الخروج من هذه العادات السيئة؛ لأن إدمان النفس على الشيء يجعل الخروج منه صعباً ويحتاج إلى قطع مراحل، وأما ما يقدم عليه البعض من السعي للخروج الفوري من هذه العادة، فهو - بحسب التجربة - سيُمنى في كثير من الأحيان بالفشل. والله الموفق


 
 
  مقالات >> فكر ديني
المسلمون وثقافة اللعن



 

 

من جملة أساليب التراشق الداخلي المنتشرة في الأوساط الإسلامية أسلوب اللعن أو التلاعن المتبادل بين الناس، فكلُّ فئة تلعن الأخرى أو بعض رموزها ومقدّساتها، مع إسباغ اللعن لبوساً شرعيّاً وتبريره بمبرّرات "دينية" والتلاعن المذكور- في العمق- ليس مجرّد كلمات طائرة في الهواء يردّدها مُطْلقُها بلسانه، بل إنّه تعبير لفظيّ ينطلق من نزعة عدائية توغل في إسقاط الآخر ونزع الحرمة والقداسة عنه.

 

فما هو اللعن؟ وما هي مخاطره؟ وهل هناك لعن محرّم وآخر مباح ومقدّس؟

 

 

معنى اللعن

 

       إنّ المعنى اللغوي[1] للعن هو الطرد والإبعاد، وعندما يضاف إلى الله يأخذ معنى دينياً هو طرد الملعون من ساحة الرحمة الإلهية، فقوله تعالى: {لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ}[النساء: 46]، معناه: أبعدهم وطردهم من رحمته، وإذا ورد في سياق الدعاء على الآخر، مثل "اللهم العن فلاناً" فيُراد به الطلب من الله أن يطرده من رحمته وعنايته، ويُبعده عن ساحة قُدْسِه ومحبَّتِه.

 

 

مخاطر اللعن

 

       إنّ اللعن- كغيره من أساليب الطعن والغمز بالآخر- يخلق العداوة والبغضاء بين الناس، ويوتّر العلاقات بينهم، الأمر الذي يفرض مزيداً من الحذر في الاسترسال فيه، فكم من لعنة أعقبت فتنة وأورثت حسرة، ولهذا السبب قد حذّر الإسلام من إطلاق العنان للّسان في النيل من كرامات الناس والمسّ بأعراضهم، معتبراً أنّ كل كلمة تصدر من الإنسان فهو مسؤول عنها أمام الله تعالى، ويعاقَب عليها مهما كانت صغيرة، فلا ينبغي الاستخفاف بكلمات الشتم واللعن واستصغارها، فقد ورد في بعض الأحاديث: "هل يكبُّ الناسَ على مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم"، وفي الحديث عن رسول الله (ص): "إن استطعت أن لا تلعن شيئاً فافعل، فإنّ اللعنة إذا خرجت من صاحبها فكان الملعون أهلاً لها أصابته، وإن لم يكن أهلاً لها رجعت عليه.."[2]، وعن أبي عبد الله (ع) عن أبيه قال: "إنّ اللعنة إذا خرجت من صاحبها تردّدت بينه وبين الذي يلعن، فإن وجدت مساغاً وإلا عادت إلى صاحبها وكان أحقّ بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمناً فيحلّ بكم"[3].

 

 

المؤمن لا يكون لعّاناً

 

إنّ المستفاد من التعاليم والآداب الإسلامية أنّ اللعن من حيث المبدأ ليس من خُلُقِ المؤمن في شيء، فالمؤمن لا ينبغي أن يكون لعاناً وآخذاً بهذا الأسلوب خائضاً فيه في صغائر الأمور وكبائرها، ومطلقاً للسانه العنان في لعن هذا وذاك.. في الحديث عن رسول الله (ص): "إنّي لم أُبْعث لعّاناً وإنّما بُعِثْت رحمة" وفي حديثٍ آخر عنه (ص): "لا يكون المؤمن لعّاناً"[4]، ويروى أنّ عبد الملك بن مروان كان يرسل إلى أم الدرداء فتبيت عند نسائه، وقد سمعته ذات يوم يلعن خادمة له، فقالت: لا تلعن، فإنّ أبا الدرداء حدّثني عن رسول الله (ص): "إنّ اللعّانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء"[5].

 

 

لَعْنُ المخلوقات

 

إنّ اللعن تارة يطال الإنسان وأخرى يطال غيره من مخلوقات الله كالحيوان أو الزمان أو المكان أو الريح أو غيرها، وإذا أخذنا النحو الأخير من اللعن بعين الاعتبار وهو لعن المخلوقات الأخرى غير الإنسان، فنستطيع القول: إنّه لمن المستغرب حقّاً أن يصبّ المرء لعناته على الزمان أو المكان أو الحيوان أو الرياح أو سواها من مخلوقات الله، فإنّ هذه ليست سوى ظروف ووسائل لحركة الإنسان يلزمه استثمارها فيما يصلح شأنه ويرضي ربه، وليست مصدراً للشرور والمصائب والمتاعب، ليصبّ جام غضبه عليها ويأخذ بلعنها أو سبّها أو يتشاءم منها أو يرميها بالنحوسة أو ما إلى ذلك.

 

عن رسول الله (ص): "لا تلعن الريح فإنّها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه"[6]، وقد سمع (ص) رجلاً يلعن بعيره، فقال: "إنزل عنه فلا تصحبنا بملعون"[7].

 

 

لَعْنُ المؤمن كقتله

 

     إذا كان لعن الحيوان منهيّاً عنه، فالأولى أن يكون لعن الإنسان المؤمن مبغوضاً عند الله، وقد ورد في بعض الروايات عن رسول الله (ص): "لعن المؤمن كقتله"[8]، ولعلَّ وجه هذا التشبيه أنّ الاعتداء المعنوي على المؤمن لا يقلّ خطراً وضرراً عن الاعتداء المادي عليه، وإن فسق المؤمن ووقوعه في المعصية لا يُسقط حرمته وبالتالي فهو لا يبرّر لعنه، ولذا نهى النبيّ (ص)- فيما رُوِيَ عنه- عن لعن نعميان الأنصاري الذي كان يؤتى به إليه مراراً فيحدّه في معصية ارتكبها، إلى أن أُتِيَ به مرة فحدّه، فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يُؤتى به رسول الله! فقال (ص): "لا تلعنه فإنّه يحبّ الله ورسوله"[9].

 

 

اللعن المبرّر!

 

هل يُفهم من هذا الكلام أنّ لعن غير المؤمن جائز؟ مع الالتفات أنّ كلّ فرقة تحتكر الإيمان لجماعتها، ثم ماذا عن لعن الشخص الذي لا نلتقي معه في الدين؟

يظهر من الفقهاء تجويز لعن غير المؤمن وغير المسلم ويستندون في ذلك إلى بعض النصوص والروايات المتفرّقة، ممّا لا يَسَع المقام لاستعراضها وملاحظتها تفصيلاً، لكن ذلك لا يمنع من تسجيل جملة من الملاحظات العامّة حولها:

 

 

ليس كلّ كافر يستحق اللعن

 

وأولى هذه الملاحظات هي: أنّه لا دليل على أنَّ كلّ مَن لم يكن مؤمناً فهو يستحق اللعن بمعنى الطرد من رحمة الله، فربما كان الكافر أو غير المؤمن معذوراً، لجهله القصوري أو غفلته عن الحقّ، والله سبحانه لا يبعد رحمته إلا عن المعتدين والمعاندين والمقصِّرين، قال سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}[المائدة: 78] وقال سبحانه: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ..}[المائدة: 13]، وانطلاقاً من هذا المبدأ قال بعض الفقهاء: "لا يجوز لعن مَن لا يستحقّ العقوبة من الأطفال والمجانين والبهائم، لأنّه تعالى لا يبعد من رحمته من لا يستحقّ الإبعاد عنها"[10].

 

إنّنا نتساءل: إذا كان المسلمون أمّة واحدة وأخوة في الدين والإيمان، فكيف يجوز للمسلم أن يلعن أخاه؟! إنّ الأخوّة- كما أسلفنا في الفصل الأول- تضفي على جميع المنضوين تحتها حرمةً وعصمةً في أنفسهم وكراماتهم وأعراضهم وأموالهم وإلّا كانت عداوة لا أخوّة، كما أنّ التلاعن بين المسلمين يمزِّق وحدة الأمّة ويُشرذمها، وإنّ كلَّ دعوات الوحدة وجهود الوحدويّين سوف تتبخّر أمام الفتاوى التي تُبيح لعن الآخر.

 

ولو انطلقنا إلى الدائرة الإنسانية الأوسع لحقّ لنا أن نتساءل: ألا يشكِّل لعن الإنسان الآخر اعتداءً معنويّاً على إنسانيّته وهتكاً لحرمته ونيلاً من كرامته؟!

 

وهل إنّ اللعن هو من الدفع بالتي هي أحسن أو من البرّ والإحسان الذي أمرنا الله بأن ننتهجه في التعامل مع المسلمين وغيرهم؟! قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة: 8].

 

ثم إنّه لا دليل على أنّ كلّ كافر يستحقّ اللعن والطرد من رحمة الله، ومن هنا كان بعض العرفاء من مشايخ الإمام الخميني ينهى عن لعن الكافر إلا إذا عُلم أنّه مات على الكفر، وينقل السيد الإمام كلامه هذا على سبيل التأييد والموافقة له، فيقول: "كان شيخنا العارف (روحي فداه) يقول: "لا تلعن أحداً أبداً حتى الكافر الذي لا تعلم أنّه مات كافراً إلا إذا أخبر المعصوم عن حاله بعد الموت، إذ لعلّه آمن أثناء موته، إذن لا تلعن أحداً بشكلٍ عام.."[11]، والمنع من لعن الكافر المعين لأنّا لا ندري بما يختم له قد أقتى به جمع من علماء المسلمين[12]

 

 

بين لَعْن الشخص ولَعْن العنوان

 

والملاحظة الثانية: إنّ المتأمّل في الآيات القرآنيّة المشتملة على ألفاظ اللعن يلفت انتباهه أمر هام وهو توجيه اللعن فيها إلى العنوان العام- عنوان الظالم أو الكافر- لا إلى الأشخاص بأعيانهم وأسمائهم- باستثناء إبليس- وهذا الأسلوب (لعن العنوان) يخفف من نتائج اللعن السلبية، لأنّه مع عدم تسمية أشخاص بأعيانهم فإنّ ذلك لا يوجب الاستفزاز  للآخرولا يخلق مشكلة كبيرة معه، قال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [هود: ]، وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً}[الأحزاب: 64]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[الأحزاب: 57]، وقال عزّ مَنْ قال: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[الرعد: 25]، نعم من الملحوظ أنّ الله تعالى قد لَعَن اليهود في أكثر من مورد بسبب أفعالهم السيّئة قال تعالى: {... وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ}[النساء: 46].

 

أما إبليس فقد لعنه الله بشخصه، قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}[الحجر: 35]، أجل هناك دعاء بالهلاك والخسران توجّه إلى شخص بعينه وهو أبو لهب، وذلك ما ورد في قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد: 1] والأمر الذي لاحظناه في الآيات القرآنيّة هو الشائع في الروايات وقد تقدَّم بعضها، وأما ما جاء من لعن الأشخاص بأعيانهم فهو يحتاج إلى ملاحقة ودراسة متأنّية تفصيليّة، والأمر الأكيد أنّ بعضه غير صحيح سنداً كما في بعض الأدعية والزيارات[13]، كما أنّ بعضه الآخر على فَرْض صحّته لا يدلّ على جواز اللعن، لأنّه في مقام الإخبار عن كون بعض الأشخاص مطرودين من رحمة الله، مع أنّ المصلحة العامة قد تقتضي فضح بعض المخادعين أو المعاندين والضالّين المضلّين، وبيان أنّهم ملعونون ومطرودون من رحمته تعالى حتى لا يتأثّر بهم عامة الناس[14]، ولا يأخذوا منهم معالم دينهم.

 

 

اللعن بين الإخبار والإنشاء

 

والملاحظة الثالثة في هذا المجال هي: ضرورة التفريق بين ورود اللعن في سياق الإخبار ووروده في سياق الإنشاء، فعندما يرد اللعن في كلام الله تعالى أو رسوله (ص) بحق بعض الجماعات أو الأشخاص، فعلينا التدقيق فيه ملياً، إذ ربّما كان ذلك إخباراً عن واقع حال الملعون وأنّه مطرود عن ساحة الرحمة الإلهية بسبب كفره أو عصيانه، وهذا لا يبرّر للآخرين إنشاء لعنه بالدعاء أو نحوه، لأنّه لا ملازمة عرفية بين الأمرين، ففساد عقيدة المرء وبُعْدُه عن مواقع رحمة الله أمر، وتجويز الإساءة المعنوية له بلعنه وشتمه أمر آخر.

 

ولهذا عندما نقرأ في الروايات تعابير: "لعن الله مَنْ عَمِلَ عَمَل قوم لوط"، أو "لعن مَن ادعى لغير أبيه" أو "لعن الراشي والمرتشي والماشي بينهما" أو نحوه، فإنّ ذلك قد لا يكون إنشاءً للعن من قبل النبي (ص) أو الإمام (ع) ليستفاد منه جواز لعن هؤلاء، وإنّما قد يكون إخباراً وحكاية عن حقيقة هؤلاء وواقع أمرهم، وأوضح من ذلك التعبير بـ "ملعون" كما في الرواية المروية عن رسول الله (ص): "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"[15] أو الحديث المرويّ عن أبي عبد الله (ع): "المنجم ملعون والكاهن ملعون والساحر ملعون والمغنية ملعونة ومن آواها ملعون وآكل كسبها ملعون"[16]، أو الحديث المرويّ عن رسول الله (ص) أيضاً: "ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون من عقّ والديه، ملعون ملعون مَن لم يوقّر المسجد"[17] فإنّ قوله: "ملعون" في هذه الموارد ظاهر في الإخبار أكثر منه في الإنشاء.

 

 

اللعن والسُّباب

 

والملاحظة الرابعة التي لا بدّ أن نسجِّلها في هذا المجال هي أنّ اللعن قد غدا في كثيرٍ من الحالات- بحسب الفهم العرفي- مصداقاً للسبّ، وقد أسلفنا أنّ السبّ خُلُق ذميم وعمل قبيح ومرفوض شرعاً، فعندما يقال إنّ فلاناً لعين أو ملعون فهي كلمة تختزن معنى السبّ والشتم، وهذا ما يظهر من عبارات أهل اللغة، ففي كتاب العين للفراهيدي: "واللعين: المشتوم المسبوب"[18].

 

 

اللعن يجرّ اللعن

 

والملاحظة الخامسة والأخيرة في هذا الصدد، هي أنّ اللعن لو سلّمنا أنّه ليس محرّماً بعنوانه الأوّلي، فإنّ انطباق بعض العناوين الثانوية عليه يقتضي تحريمه والمنع منه، ومن الواضح أنّ لعن الرموز والقادة الذين يقدِّسهم الآخر ويحترمهم يدفعه إلى المعاملة بالمثل مع الرموز التي يقدسها اللاعن، ولو كانت رموزاً تمثّل الحقّ والصدق وتحمل القيمة الكبرى، ولذلك نهى الله سبحانه عن سبِّ آلهة المشركين لئلا يسبّوا الله تعالى، ولا فرق بين السبّ واللعن من هذه الجهة، فإنّ المناط الموجود في السب موجود بعينه في اللعن، فكما أنّ السب يجر السب فإنّ اللعن يجر اللعن أيضاً.

 

ومن العناوين الثانوية التي لا بدّ أن تلحظ في المقام، إذ ربما توجب تغيير حكم اللعن في موارد إباحته: عنوان اصطباغ الجماعة المؤمنة أو خطّ أهل البيت (ع) بصبغة اللعانين، ليتحوّل ذلك إلى صفة عامّة لهذا الخطّ وأتباعه بما يُوجِب نفرة الآخرين من أتباع هذا الخطّ بحجّة أنّهم يلعنون الصحابة أو ما إلى ذلك، فالإصرار على لعن الآخرين واتّخاذ اللعن شعاراً مع المجاهرة به وإطلاقه من خلال المنابر الإعلامية العامّة قد أدّى إلى أن تصبح السِّمة العامة التي يحملها الكثيرون عن أتباع أهل البيت (ع) أنّهم لعّانون، الأمر الذي أساء إلى صورة الخطّ برمّته.

 

كما أنّ لعن الآخر أو مقدّساته قد يجرّ إلى فتنة عمياء ويخلق ردّات فعل غير محسوبة العواقب، ويضعف الساحة الداخلية ويفقدها مناعتها، وإذا كان النبي (ص) يقول كما في بعض الروايات: "لا تؤذوا مسلماً بشتم كافر"[19] فكيف بإيذاء المسلم بشتم المسلم أو بلعنه! وعنه (ص): "ما بال قوم يؤذون الأحياء بشتم الأموات! ألا لا تؤذوا الأحياء بشتم الأموات"[20]، فإنّ هؤلاء الأموات قد لا يكون لهم قدسية ذاتية تمنع من لِعْنهم، ولكن ينبغي ترك ذلك تجنّباً لإيذاء الأحياء وردّات فعلهم.

 

آن الآوان لإعادة النظر- إن لم نقل الإقلاع- في أساليب اللعن والطعن والهمز واللمز والهتك والفتك، ممّا شاع استخدامه في تعاطي المسلمين مع بعضهم البعض ومع بعض الرموز المثيرة للجدل، فإنّ لغة التلاعن والسُّباب لا تثبت حقّاً ولا تُزْهق باطلاً ولا تقنع أحداً، بل إنّها تصدّ عن الحقّ والحقيقة، وتشكِّل حاجزاً في وجه العمل الدعوي والتبليغي، وهذا الكلام لا يشكّل دعوة إلى تمييع الحقائق أو التسوية بين الظالم والمظلوم على طريقة ذلك الشخص الذي كتب على ضريح الصحابي حجر بن عدي: "هذا قبر سيدي حجر بن عدي رضي الله عنه قتله سيدي معاوية رضي الله عنه" إنّنا نرفض تزييف التاريخ وندعو إلى قراءته بعين النقد، ومحاكمة رموزه ورجالاته بكلِّ موضوعية وإنصاف، لكن بعيداً عن كلِّ أساليب التمويه أو التجريح.

 

 

التبرِّي لا ينحصر باللعن

 

وربّما يدافع البعض عن شرعية السبّ بل وضرورته العَقديّة لأنّه يعبّر عن التزام المؤمن بواجٍب ديني، ألا وهو ضرورة التبرّي من أعداء الله تعالى، إذ لا يكفي في الإيمان أن تتولّى أولياء الله تعالى، وإنّما عليك أن تتبرّأ من أعدائه وأعداء رُسُله، وهذا ما نصّ عليه القرآن الكريم في العديد من آياته في دعوته إلى ضرورة التبرّؤ من أعداء الله قال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}[التوبة: 114]، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة : 9]، وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ...}[الحشر: 22]، إلى غير ذلك من الآيات الواردة في هذا الشأن.

 

 

ولكن ملاحظتنا على هذا الكلام بأنّ التبرّي من أعداء الله أو عدم تولّيهم لا ينحصر باللعن، فيمكن التعبير عنه بإعلان الموقف الواضح من جبهة الكفر أو من الخط المنحرف والضالّ، ورفض أفكارهم ودحض حُجَجهم وشبهاتهم.

 

 

 

من كتاب " العقل التكفيري . قراءة في المفهوم الاقصائي "

 



[1]قال ابن منظور: "واللعن: الإبعاد والطرد من الخير، وقيل: الطرد والإبعاد من الله"، انظر: لسان العرب ج12 ص292، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان، الطبعة الثالثة، 1999م.

 [2]مجمع الزوائد ج8 ص74.

[3] قرب الأسناد ص10، وعنه بحار الأنوار ج69 ص208.

[4] كنز العمال ج3 ص615.

 [5]مسند أحمد ج6 ص448.

[6] كنز العمال ج3 ص601.

 [7] المصدر نفسه ج3 ص614.

 [8]المصدر نفسه ج3 ص616.

 [9]المحجة البيضاء ج8 ص70.

 [10]تفسير التبيان ج3 ص609.

[11] سيماء الصالحين للشيخ رضى المختاري ص212.

[12] انرظر: فيض الغدير في شرح الجامع الصغير ج2 ص534، وتفسير ابن كثير ج1 ص207.

 [13]راجع ما قاله آية الله الصافي في كتابه "مع الخطيب في خطوطه العريضة" بشأن بعض الأدعية المتضمنة للعن، ص: 91- 92.

 [14]ولعلّ من هذا القبيل ما ورد في لعن أبي الخطاب، انظر: معاني الأخبار ص389، واختيار معرفة الرجال ج2 ص490 و584.

[15] سنن الدارمي ج2 ص249.

[16] وسائل الشيعة ج17 ص143 الباب 24 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 7.  

 [17]المصدر نفسه ج16 ص181 الباب 41 من أبواب الأمر والنهي، الحديث 7.

[18] انظر: ترتيب كتاب العين ج3 ص1642.

 [19]مستدرك الحاكم ج1 ص385، وقال عنه: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه"، يقصد الشيخين: مسلم والبخاري.

[20] كنز العمال ج3 ص608.

 






اضافة تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

موضوع *

الرسالة *


 


 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon