حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » من المقصود في الزيارة: السلام على عليّ بن الحسين.. هل هو زين العابدين (ع) أم الأكبر أم الرضيع؟
ج »

الظّاهر - بحسب السّياق - أنّ المُراد به هو عليّ الأكبر الشّهيد لدوره الكبير وحضوره في المعركة، ولعظيم مُصيبته على الإمام الحسين (ع)، أمّا الطفل الّرضيع فيكون ُمندرجاً في فقرة أخرى وهو قوله في الزّيارة - وعلى أولاد الحسين -  والتي تشمل سائر أولاده بمن فيهم الإمام زين العابدين (ع) والبنات أيضاً .

 


 
س » يوجد لديّ إشكالات كثيرة على الاستدلال بحديث الثقلين على العصمة، فهو يشمل إجماع العترة وليس آحادهم، ويشمل العباس عم النبي (ص)، فهل هؤلاء معصومون؟؟
ج »

أولاً: إنّ حديث الثقلين لا شكّ فيه من حيث السّند وهو مُستفيض حتى في روايات السّنة ناهيك عن روايات الشيعة ، وأّما من حيث الدّلالة فإنّه وبصرف النّظر عن كون القرآن الكريم أفضل من العترة أم عدم كونه كذلك ، فلا ريب في دلالة الحديث على أن التمسّك بالعترة يُشكّل صمّام أمان للأمّة يمنعهم ويعصمهم من الضّلال - ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا - ، ولا شكّ في دلالته أيضاً على أن العترة لا يفترقون عن القرآن الكريم ، ولا يُتصور أن يصدر عنهم ما يُخالف القرآن وهذا ما يدل عنه قوله في الحديث - لن يفترقا - .


- ثانياً : إنّ ما ذكرتموه بأنّ المراد بالحديث هو إجماع العترة هو كلام ضعيف ولا وجه له لأنّه إن أريد بالعترة ما هو أوسع من الأئمة من أهل البيت (ع) ليشمل العباس وذريته أو غيره، فمن المعلوم أنّ هؤلاء أعني العباسيين لا ميزة لهم عن سائر الصّحابة والنّاس فهم يُخطئون كغيرهم ويُمكن أن ينحرفوا كما انحرف غيرهم، وبالتالي فلا يُعقل أن يكون لرأيهم أو إجماعهم أيّ قيمة أو أن يُشكّل إجماعهم أو قولهم عاصماً للأمّة  عن الضّلال ، ما يعني أن نظر الحديث فقط إلى خصوص شريحة من العترة وهم الذين لا يُمكن أن يقعوا في الضّلال والانحراف، وهؤلاء لا فرق بين الواحد منهم أو الجميع ، فكما يكون قول الجميع حُجّة وعاصماً عن الضّلال ، كذلك قول الواحد، والقرينة على ذلك أنّه حين قال النبيّ (ص) هذا الكلام لم يكن من العترة التي يؤمَن وقوعها في الضّلال إلا عليّ (ع)، أما الحسن والحسين (ع) فكانا طفلين صغيرين، فهل كان الحديث لا قيمة له آنذاك لأنّه بعد لم يتحقّق إجماع العترة؟ من الواضح أن هذا بعيد جداً لأنّ كلامه (ص) ساري المفعول من حين إطلاقه ولا يتوقف على مرور عقود من الزّمن حتى يتشكّل إجماع العترة.


 
 
  مقالات >> اجتماعية
مظاهر حب الله للإنسان
الشيخ حسين الخشن



إنّ الحبّ كما هو محور الحياة ومحرِّكها، فإنّه يندرج في صُلْب العقيدة الإسلامية الصحيحة، فالعقيدة لا تبنى على الحقد ولا الكراهية، ولا على الانفعالات، وإنّما تبنى على قاعدة متينة تقوم على ركيزتين رئيستين وهما:

 

  1. الفكر الصائب، حيث الكلمة الفصل هنا للحُجّة والبرهان.
  2. القلب الصادق والمتعطّش للسلام والأمن والمفعم بالحبّ والعشق.

 

 فذانك الأمران هما جوهر العقيدة وروحها، ويهمّني في هذا المقام التركيز على العنصر الثاني[1]، - أعني بيان الدور المحوري للحبّ في العقيدة الإسلامية- من خلال النقاط التالية:

 

أولاً : الودود الحبيب

 

 إنّ الله تعالى هو ملهم الحبّ ومصدره الأول، وقد اشتق لنفسه اسماً منه، فهو الحبيب، وقد ورد في الدعاء المرويّ عن عليٍّ (ع): "يا حبيب قلوب الصادقين"[2]، ومن أسمائه الحسنى أيضاً "الودود"[3]، وقد وصف نفسه في القرآن الكريم بذلك، قال تعالى: {إنّ ربّي رحيم ودود} [هود 90].

 وقال سبحانه: {وهو الغفورُ الودود} [البروج 14].

 

 وتندرج - أيضاً – في عداد صفاته تعالى صفتا "الرحمان" و"الرحيم"، وهو الذي كتب على نفسه الرحمة، قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام54].

 وهو القريب من عباده قرباً معنوياً، ويدعوهم إليه بلطف ورفق، قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة 186].

 

 

الصاحب والصديق

 

وربّما يستخدم بعض الناس اليوم تعبيراً يصف به علاقته مع الله تعالى، وهو تعبير "الصديق"، فيقول: إنّ الله صديقي أو أنّي على صداقة مع الله عزّ وجلّ، ونحن ليس لدينا حساسيّة من التعبيرات الجديدة التي قد تُطلق للتعبير عن أفعال الله تعالى أو صفاته، ما دام أنّها تراعي قدسه وجلاله ولا تشي

بالنقص، وقد وجدنا في الآثار الدينيّة إطلاق وصف "الصاحب" عليه تعالى "يا خيرَ صاحبٍ وجليس"[4].

 

 وفي الحديث عن عليٍّ (عليه السلام)، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ موسى بن عمران لمّا ناجى ربّه قال: يا ربّ أبعيدٌ أنت منّي فأناديك، أم قريب فأناجيك؟ فأوحى الله جلَّ جلاله إليه: أنا جليس من ذكرني"[5]، وفي ضوء هذا فليس ثمّة ما يمنع من إطلاق وصف

"الصديق" عليه تعالى أو الدعوة إلى مصادقته، شريطة أن لا ينطلق هذا التوصيف من خلفيّة تفترض أو تختزن شيئاً من النديّة بين العبد وبين الله تعالى، كما هي النديّة الموجودة بين الصديق وصديقه، فهذا أمر مرفوض وقد يوحي بالشّرك الخفي وربّما الجلي.  

 

 

يحبّنا ونحن نعصيه!

 

 وإنّ حبّه تعالى لعباده لا يُوصَف ولا يُقارَن، فهو يفوق بمراتبّ كثيرةٍ حبّنا لأبنائنا وفلذات أكبادنا، بل إنّ حبّه لا يُقاس بحبّ خلقه، إنّ حبّه تعالى لا تشوبه أيّة شائبة، إنّه حبّ المُنزَّه عن النقص والحاجة والمستغني عمّن يحبّ، حبّ الخالق للمخلوق، حبّ الغني الذي لا يَطْلِبُ على حبّه أجراً، حبّ من

لا يكدّرُ حبَّه بالامتنان، حبّ من لا يقطع حبّه في كلّ الظروف والحالات، فحتى لو تمرّدنا عليه وعصيناه فإنّه لا يقطع حبّه عنّا ولا يمنعنا فيضه، ولا يقابلنا أو يعاملنا بما نستحقّ، بل إنّنا حتى لو قابلناه بالعصيان فإنّه يظلّ يقابلنا باللطف والنّعم، إنّه تعالى يحبّنا حتى ونحن نعصيه، أليس هو القائل:

{إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة 222]؟ فمن هو التوّاب؟ إنّه العاصي المذنب الذي يُكْثِرُ من الذنب ومن العودة إلى ربّه. ولنستمع إلى الإمام زين العابدين(ع) وهو يبيّن هذا المعنى بلغة الدعاء والمناجاة، حيث يقول(ع) في دعاء السَحَر مخاطباً الله تعالى: "تتحبّبُ إلينا بالنِّعم

ونعارضُك بالذنوب، خيرُك إلينا نازل وشرُّنا إليك صاعد، ولم يزل ولا يزال ملكٌ كريم يأتيك عنّا بعمل قبيح فلا يمنعك ذلك أن تحوطنا بنعمك وتتفضّل علينا بآلائك، فسبحانك ما أحلمك وأعظمك وأكرمك مُبْدِئاً ومعيداً، تقدّست أسماؤك وجلّ ثناؤك وكَرُمَ صنائعك وفعالك، أنت إلهي أوسع فضلاً

وأعظم حِلْماً من أن تقايسني بفعلي وخطيئتي"[6].

 

 

ثانياً: مظاهر حبّ الله للإنسان

 

 وحبُّ الله تعالى لنا وإن كان عاماً وشاملاً ولا يتجزّأ، ولا يُحَدُّ ولا يوصف، كما هو الحال في سائر صفاته الجمالية والجلالية، بيد أنّه - من جهتنا نحن، لا من جهته تعالى - على نحوين:

 

  1. حبّ عام يستفيد منه البَّرُّ والفاجر.
  2.  وحُبٌّ خاص، لا يستفيد منه إلاّ من صمّم وعزم على التذوّق من حلاوة حبّه.

 

 أما الحبّ الخاص، فلا يفقه معناه، ولا يُدرك مغزاه إلا مَنْ عرف وتذوّق حلاوة مناجاة الله تعالى، "مَنْ ذا الذي ذاق حلاوة حبّك فرام منك بدلاً"[7]، إنّ حلاوة حبّه تعالى تُنسي المرء همومه وآلامه وأوجاعه، ومن يغمرُ حبُّ الله قلبَه، فإنّه يعيش حياةً من نوع آخر، حياةً تُنعش الروح وتروي

عطشها بلقاء الحبيب الأوّل.

 

 وإننا إذ نعبّر عن هذا الحبّ بأنّه حبّ خاص ولا يبلغه إلاّ القليل من العباد، فليس ذلك ناشئاً من قِبَله سبحانه تعالى، أو بسبب بُخله أو منعه حاشاه، بل إنَّ المانع هو العبد نفسه، أي أنّ المشكلة - كما يقال – هي في القابل وليست في الفاعل، فإنّ "بابه – تعالى- مفتوح لداعيه وحِجابه مرفوعٌ

لراجيه"[8].. لكنّ الإنسان هو من قد يَحْرِمُ نفسه من أن تتذوّق حلاوة الحبّ الإلهيّ بابتعاده عن طاعة الله وعن مناجاته وعبادته.

 

 أجل، إنّ هذا النوع الخاص من الحبّ يحتاج إلى تفاعل من الطرفين، كما يُقال في لغة اليوم، ويكفي العبدَ أن يحاول ويسعى ويمشي في طريق التقرّب من الله تعالى والتحبّب إليه، ليفتح له الله الباب فيتذوّق شيئاً من طعم الحبّ الإلهي، وقد ورد في الدعاء: "يا حبيبَ من تحبَّب إليه"[9]،

فلاحظ دلالة الفعل "تحبّب"، فهو لم يقل "يا حبيبَ من أحبّه"، ليقتصر الأمر على من كان حبّه ناجزاً لله تعالى، وإنّما قال: "يا حبيبَ من تحبّب إليه"، ما يعني أنّك حتى لو كنت "تتحبّب" إلى الله وتسعى في هذا السبيل، فإنّك لن تُحرَم من بركة حبّه، بل ستشعر بشيء من حلاوة حبّه تعالى لك، فكيف

إذا كنت تحبّه حقّاً أو قطعت شوطاً في مسيرة حبّه وعشقه؟

 

وأما الحبّ العام، فهو الذي بإمكان كلِّ إنسان أن يبلغه ويناله منه نصيب، سواء كان ذلك بدون شرط، أو بشرط استقامة العبد على الجادّة التشريعيّة أو التزامه بالسنن التكوينيّة، وهذا النوع من الحبّ يتجلّى في العديد من المظاهر، وإليك بعضاً منها:

 

  1.  في الآفاق وفي أنفسكم

 

 لا أعتقد أنّ الإنسان البصير يمكنه أن يغفل عن تلمّس حبّ الله تعالى لعباده في كلِّ هذا الكون البديع، في أنفسنا، وفيما حولنا، في رحاب الأرض وآفاق السماوات، فيما نراه ونتحسّسه ونتذوّقه، فكلُّ ما في هذا الكون من جمال وروعة وإبداع وحبّ، إنّما هو رشحة من فيض حبّه وجماله الذي لا

ينضب، إنّ كلّ هذا العطاء التكوينيّ والنِّعَم التي لا تُعَدّ ولا تُحصى، وكلّ هذا الجمال الذي لا تحيط به الباصرة هو تعبير عن حبّه لنا ولطفه بنا، إذ سخّر لنا كلّ هذا وهيّأه لراحتنا لا لحاجة منه إلينا بل حبّاً بنا، ووعدنا بالمزيد، {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [النحل:18].

 

ومن مزايا العطاء الإلهي التكويني أنّه عطاء عام لا يختص بإنسان دون آخر، فهو شامل للبرّ والفاجر والمؤمن والكافر.

 

 ومن خصائص هذا اللطف أو الفيض أنّ الله تعالى لا يمنعه عن الناس إلاّ إذا اعتدى الناس أنفسهم على النواميس الكونيّة، فعبثوا وأفسدوا، كما يحصل في أيّامنا، فإنّ فساد العباد وإفسادهم في الأرض والسماء قد يتسبّب في حرمانهم من هذه النّعم، بينما استقامتهم ورعايتهم للقوانين هو شرط في

استمرار هذا الفيض الإلهي، قال تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن 16].

 

2- إرسال الرسل

 

 وإرسال الرسل ومعهم الكتاب والميزان هو مظهر آخر من مظاهر حبّ الله تعالى لخلقه وعباده، فإنّ وظيفة الرسل أن يأخذوا بيد النّاس إلى شاطئ الأمان ويستنقذوهم من براثن الجهالة والضلالة والوثنية، ولهذه الغاية فقد حرّكوا العقول التي أصابها الصدأ وهزّوا مكامن الفطرة التي أصابها

التلوّث، وما أجمل ما قاله الإمام عليّ (ع) في التعبير عن وظيفة الأنبياء (ع) تجاه الناس: ".. واصْطَفَى سُبْحَانَه مِنْ وُلْدِه (آدم) أَنْبِيَاءَ، أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ، وعَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِه عَهْدَ اللَّه إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّه واتَّخَذُوا الأَنْدَادَ مَعَه، واجْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرِفَتِه،

واقْتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِه، فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَه، ووَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَه لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِه، ويَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، ويُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، ويُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ، مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ ومِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، ومَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ وآجَالٍ تُفْنِيهِمْ وأَوْصَابٍ تُهْرِمُهُمْ،

وأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، ولَمْ يُخْلِ اللَّه سُبْحَانَه خَلْقَه مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ أَوْ حُجَّةٍ لَازِمَةٍ أَوْ مَحَجَّةٍ قَائِمَةٍ"[10].

 

ومن وظيفة الأنبياء أيضاً أن يقوم الناس بالقسط والعدل، ويتواصلوا فيما بينهم ويطهِّروا قلوبهم من الأحقاد والضغائن ويبنوا مجتمع الإخاء، فالأنبياء(ع) هم رُسُل العدل والحبّ والسلام ، وليسوا رسل الكراهيّة ولا دعاة حرب أو سفك دماء، وسيأتي لاحقاً توضيح هذا الدور بشكل أوسع، (لاحظ:

المحور السابع، الفقرة الثالثة).

 

3- خَلْقُ الجنّة

 

 ومن رشحات حبّه تعالى أنّه أعدّ للصالحين من عباده جنّة يتفيأون ظلالها ويعيشون فيها نعيم الأبد الذي لا ينفد في جوار الله ورضوانه وبصحبة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) والصالحين والشهداء وحَسُنَ أولئك رفيقاً، وفي ظلال جنّات عدن وارفة حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر

على قلب بشر، تظلّلهم رحمة الله الواسعة ويجمعهم حبّهم لله تعالى، ويتلاقى فيها الأحباب والمؤمنون إخواناً على سرر متقابلين لا يصيبهم فيها ملل ولا سآمة، بل هم في حيوية ونشاط دائمين، إنّ أجمل ما في الجنّة أنّها ملتقى الأحباب، المحبين لله تعالى والمتحابين فيه، حيث يجمعهم رضوان الله

وتضمهم رحمته. { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [التوبة 72].

 

 

4-  خَلْقُ النّار واللطف

 

ويمكننا القول: إنّ خلق النار هو الآخر من فيض حبّ الله تعالى بالعباد، لأنّ الله سبحانه لم يخلق النار للتشفّي من خلقه، ولا للانتقام منهم، فهو غنيّ عن عذابهم، بل لتكون رادعاً لهم عن البغي والعدوان وزاجراً لهم عن الإثم والعصيان، وليحملهم من خلال ذلك على سلوك طريق الهدى والمكارم

ويأخذ بأيديهم إلى الكمال المطلق، وهذا منتهى الحبّ، أليس حُبُّك لابنك هو الذي قد يدفعك لأن تقسوَ عليه أحياناً، أو تهدّده بالعقاب، لِتُشعرَه بالمسؤوليّة وتأخذ بيده إلى طريق المكارم؟ لأنّ كثرة "الدلال والغنج" تُفسد الطفل، وهي خطأ تربويٌّ دون أدنى شكّ كما ألمحنا إلى ذلك في المحور الأوّل،

هكذا هو الله ربُّنا تعالى، بل هو فوق ذلك وأسمى منه، فهو أرأفُ بنا من الأب بابنه، ومن الأم برضيعها، فهو خَلَقَ النار لا لأنّه يحبُّ تعذيبنا حاشاه، بل خَلَقَها بهدف إصلاحنا والحدّ من عدوانيتنا وظُلْمِنا، لأنّ في الناس من لا يصلحه إلاّ التخويف، قال تعالى: {لهم من فوقهم ظُلل من النار ومن

تحتهم ظلل ذلك يخوّف الله به عباده يا عباد فاتقون} [الزمر 16].

 

 وطبقاً لنظريّة "تجسم الأعمال"[11]، فإنّ النار هي الأثر الطبيعي لأعمالنا، فنحن الذين نؤججها بأيدينا ونوقد حطبها بسوء اختيارنا وتمرّدنا على الله سبحانه.

 

وإنّ عدل الله تعالى أسمى وأجلّ من أن يعذّب من لم تقم عليه الحُجّة البيّنة من الغافلين والجاهلين أو من كانت لديهم قناعات يقينية معينة لا يحتملون خطأها أيّاً كانت هذه القناعات سواء التقت مع المفاهيم والمعتقدات الإسلامية أو لم تلتق، لأنّ مؤاخذة هؤلاء قبيحة في ميزان العقل والحكمة، كما أنّ

باب رحمته تعالى يظلّ مفتوحاً للعاصين والمتمردين عليه، فيؤمّلُ لهم العفو والغفران، ومهما كانت ذنوبهم عظيمة فإنّ عفو الله أعظم، ومهما كانت سيئاتهم كبيرة فإنّ رحمة الله أكبر.

 

وسوف يأتي في الفقرة الثالثة اللاحقة مزيد توضيح لهذا المعنى.

 

وفي ضوء ذلك، فإننا نرفض الكثير من المزاعم التي تطلقها هذه الفرقة الدينيّة أو تلك وتحتكر بموجبها الجنّة لها ولأتباعها فقط، أمّا الآخرون من أتباع سائر الفرق فهم جميعاً ودون استثناء من أهل الجحيم والنيران، فهذه مجرّد أوهام وتمنيّات وأفكار تضيّق رحمة الله الواسعة إلى درجة يخيّل لك

معها أنّ الله تعالى إنّما خلق الناس ليعذّبهم لا ليرحمهم، أو أنّه تعالى جلاّد يتلذّذ بتعذيب ضحاياه ! إنّها بحقّ صورة مشوّهة يحملها هؤلاء عن الله تعالى، فهم يَرَوْنَهُ على صورتهم وشاكلتهم، وتتحكم خلفيّاتهم الفكريّة الضيقة في تصوّرهم العقدي بشأن الله تعالى، {وما قدروا الله حق قدره} [الأنعام 91].

إنّ الله تعالى هو الرحمة المطلقة والشاملة وهو الذي وسعت رحمته كلّ شيء، {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر 7][12].

 

إنّني لا أتحدّث - إذ أتحدّث عن رحمة الله ورشحات حبّه - شعراً، وإن كان الشعر ينتمي إلى مدرسة الحبّ، وإنّما أتحدّث عن فلسفة الحبّ الإلهي التي تتجلّى في كلّ صفاته وأسمائه وآياته وفي كلّ عطائه التكوينيّ والتشريعيّ، كما تتجلّى في ثوابه وعقابه، في جنّته وناره.

 

 

5- فتح باب التوبة

 

وفَتْحُ باب التوبة أمام الناس هو – أيضاً- من أبرز تجليات حبّ الله تعالى لعباده، فهو عزّ وجلّ لا ينتقم من العصاة من عباده على طريقة الناس في التشفي وشفاء الغيظ، ولا يعجّل لهم العذاب ولا يعاملهم بما يستحقون من الملامة، بل إنّه يمهلهم ويؤخّرهم ويُبْقِي باب التوبة مفتوحاً أمامهم حتى آخر

لحظات العمر، ففي الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله) في آخر خطبة خطبها: "من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثمّ قال: وإنّ السّنة لكثيرة، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وإنّ الشهر لكثير، من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثمّ قال: وإنّ يوماً لكثير، من

تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه، ثم قال : وإنّ الساعة لكثيرة، من تاب وقد بلغت نفسه هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - تاب الله عليه"[13].

 

إنّ فتح باب التوبة إلى آخر العمر هو خير دليل على أنّه تعالى يحبّ العفو عنّا أكثر مما يحبّ معاقبتنا، وهذا ما عبّر عنه الإمام زين العابدين (ع) في بعض أدعية الصحيفة السجاديّة، فإنّه (ع) بعد أن يستعرض جرأته كإنسان لا كإمام- على الله وقلّة حيائه منه فإنّه يتعجّب من أناة الله عنه وإبطائه عن

معاجلته بما يستحق! ولا يجد تفسيراً لهذه الأناة عنه إلاّ "لأنّ عفوك عني أحبُّ إليك من عقوبتي"[14].

 

 

6- ثواب الحبّ

 

ومن أبرز وأجمل مظاهر حبّ الله تعالى لعباده ولطفه بهم ورحمته لهم أنّه تعالى يمنحهم الثواب على مجرّد الحبّ، فمن أحبّ عمل الخير لكنّه لم يستطع القيام به بسبب عجز أو فقر أو إكراه أو لغير ذلك من الأسباب، فإنّ الله تعالى يعطيه ثواب ذلك العمل على نيّته وحبّه، فمن خطبة لأمير المؤمنين

(عليه السلام) لما أظفره الله بأصحاب الجمل وقد قال له بعض أصحابه: وددت أنّ أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك. فقال له عليه السلام: أَهَوَى (أمحبّة) أخيك معنا؟ فقال: نعم، قال: فقد شهدنا، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوامٌ في أصلاب الرجال وأرحام النساء،

سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الإيمان"[15].

 

ويبلغ اللطف الإلهيّ بالعبد حدّاً عظيماً، فهو تعالى يُثيبه على مجرّد محبّته لمن يعتقد أنّهم من أهل الخير حتى لو تبيّن لاحقاً أنّهم لم يكونوا منهم، شريطة أن تكون هذه المحبّة في الله، فعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر (ع) قَالَ: "لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَحَبَّ رَجُلاً لِلَّه لأَثَابَه اللَّه عَلَى حُبِّه إِيَّاه وإِنْ كَانَ الْمَحْبُوبُ فِي عِلْمِ اللَّه

مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ولَوْ أَنَّ رَجُلاً أَبْغَضَ رَجُلاً لِلَّه لأَثَابَه اللَّه عَلَى بُغْضِه إِيَّاه وإِنْ كَانَ الْمُبْغَضُ فِي عِلْمِ اللَّه مِنْ أَهْلِ الْجَنّة"[16].

 

وهذا الحديث هو نظير الأحاديث المعروفة بأحاديث "من بلغ"، ومفادها: أنّ كلّ من بلغه ثواب على عمل، فقام بذلك العمل رجاء ذلك الثواب، فإنّ الله سيعطيه ذلك الثواب حتى لو كان ما بلغه غير دقيق، ففي الحديث عن أبي جَعْفَرٍ الباقر(ع ): "مَنْ بَلَغَه ثَوَابٌ مِنَ اللَّه عَلَى عَمَلٍ فَعَمِلَ ذَلِكَ الْعَمَلَ

الْتِمَاسَ ذَلِكَ الثَّوَابِ أُوتِيَه وإِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ كَمَا بَلَغَه"[17]

 

إنّها رحمة الله الواسعة ولطفه الذي لا يُحدّ ولا يوصف!

 

 

7- المتحابّون في الله جيران الله

 

وتمتدح الرواياتُ الواردةُ عن النبيّ (ص) والأئمةِ من أهل بيته (ع) الأشخاص المتحابيّن في الله، حيث تعتبرهم "جيران الله" وتضمن لهم ثواباً جزيلاً لِتَلَاقِيهم واجتماعِهِم على الحبّ في الله سبحانه، ففي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسَلَم): "إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق

ونادى منادٍ ليقم أهل الفضل، فيقوم فئام (أي فئات) .. ثم ينادي مناد ليقم جيران الله في دار السلام. فيقوم فئام من الناس فتستقبلهم الملائكة يبشّرونهم بالجنة، ويقولون: ما فضلكم هذا الذي جاورتم به الله في دار السلام؟

 

فيقولون: كنا نتحابّ في الله ونتزاور في الله ونتواصل في الله ونتباذل في الله.

 

فيقال لهم: ادخلوا الجنة فأنتم جيران الله في دار السلام"[18].

 

وفي الحديث القدسي: "حقّت محبتي للمتحابين فيّ، وحقّت محبتي للمتواصلين فيّ، وحقّت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقّت محبتي للمتباذلين فيّ"[19].

 

ما أروع محبّة الله تعالى وما أوسعها وأعظمها، فهي تغمر المتحابين في الله تعالى والمتواصلين والمتزاورين والمتباذلين فيه، لأنّ هؤلاء قد تساموا في علاقاتهم ومشاعرهم وجرّدوها عن كلِّ الحسابات المادية الضيقة وأرادوا لها أن تكون لله وفي الله سبحانه وتعالى، فكان جزاؤهم أن وجبت لهم

محبة الله.

 

تلك بعض مظاهر حبّ الله تعالى لنا ولطفه بنا، وهي غيضٌ من فيض نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى.

 

من كتاب "وهل الدين إلا الحب؟"

نُشر على الموقع في 10-9-2015



[1] أمّا العنصر الأول فقد بحثته بشكل تفصيلي في كتاب : "أصول الاجتهاد الكلامي" والذي نسأل الله التوفيق لنشره.

[2] من دعاء كُميل لأمير المؤمنين(ع).

[3] انظر التوحيد للصدوق ص 220، وسنن ابن ماجة ج 2 ص 1270.

[4] ورد ذلك في الدعاء المعروف بدعاء الجوشن الكبير، انظر: المصباح للكفعمي ص 259، وقد اشتمل دعاء الجوشن على أسماء كثيرة وصفات عديدة أُطلقت على الله تعالى، ولم يستشكل أحد بتلاوة الدعاء المذكور حتى من القائلين بتوقيفية أسماء الله الحسنى.

[5] التوحيد للصدوق ص182، ورُوي نظيره عن أبي جعفر الباقر (ع)، انظر: الكافي ج2 ص496، وهو مروي أيضاً عن الصادق (ع)، انظر: علل الشرائع ج1 ص284.

[6] انظر: مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص586.

[7] من مناجاة المحبين المنسوبة للإمام زين العابدين (ع)، أنظر: بحار الأنوار ج91 ص148، ولاحظ هذه المناجاة في الملحق رقم (2) وأشير هنا إلى أننا سوف نُكثر من الاستشهاد بفقرات من المناجاة الخمس عشرة المنسوبة إلى الإمام زين العابدين (ع)، وإنّما نستشهد للتأييد لا للاستدلال، لعدم ثبوت صدورها عن الإمام (ع)، ولمزيد من التعرّف على سند هذه المناجاة راجع الملحق رقم (3).

[8] جاء هذا المقطع في دعاء السيدة الزهراء (ع) الذي روي أنّها كانت تدعو به عقيب الصلوات، انظر: فلاح السائل لابن طاووس ص175، وهو وارد أيضاً في مناجاة الراجين المنسوبة للإمام زين العابدين (ع)، انظر: بحار الأنوار ج91 ص144.

[9] من دعاء الإمام زين العابدين (ع) في أسحار شهر رمضان، وهو المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي، أنظر: مصباح المتهجد ص585.

[10] نهج البلاغة ج 1 ص 24، بيان: " أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ" وذلك بأن يبلّغوا ما أوحى إليهم، ويكون ما بعده بمنزلة التأكيد له، أو أَخَذَ عليهم أن لا يشرّعوا للناس إلا ما يوحى إليهم.

"عهد الله" إلى الناس هو ما عبّر عنه (ع) بميثاق الفطرة.

 "الأنداد" : الأمثال، وأراد المعبودين من دونه سبحانه وتعالى.

 "اجتالتهم الشياطين": صرفتهم عن قصدهم الذي وُجِهِّوا إليه بالهداية المغروزة في فطرهم.

"واتر إليهم أنبياءه": أرسلهم، وبين كل نبي ومن بعده فترة، لا بمعنى أرسلهم تباعاً بعضهم يعقب بعضاً.

"لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه": كأن الله تعالى بما أودع في الإنسان من الغرائز والقوى وبما أقام له من الشواهد وأدلة الهدى قد أخذ عليه ميثاقاً بأن يصرف ما أوتي من ذلك فيما خُلِق له، وقد كان الإنسان يعمل على ذلك الميثاق ولا ينقضه لولا ما اعترضه من وساوس الشهوات، فبعث إليه النبيين ليطلبوا من الناس أداء ذلك الميثاق، أي ليطالبوهم بما تقتضيه فطرتهم وما ينبغي أن تسوقهم إليه غرائزهم.

 "دفائن العقول" أنوار العرفان التي تكشف للانسان أسرار الكائنات وترتفع به إلى الإيقان بصانع الموجودات، وقد يَحْجِبُ هذه الأنوار غيومٌ من الأوهام وحجبٌ من الخيال فيأتي النبيون لإثارة تلك المعارف الكامنة وإبراز تلك الأسرار الباطنة.

" السقف المرفوع": السماء ، "المهاد الموضوع" الأرض.

 "والأوصاب" المتاعب.

 "المحجّة" الطريق القويمة الواضحة . أنظر حول بيان معاني المفردات المذكورة: شرح الشيخ محمد عبده في هامش النسخة المشار إليها من النهج.

 

[11] هناك نظريتان في علم الكلام حول كيفية وطبيعة الثواب والعقاب الأخرويين، فهناك "نظرية المجازاة" التي تقول: إنّ الثواب والعقاب هما جزاء أعدّه الله لعباده، فهو يجازي المطيع بالجنة ويجازي العاصي بالنار، وهناك "نظرية تجسم الأعمال" التي تقول: إن ّالثواب والعقاب هما نتيجة العمل الطبيعية وصورته الحقيقية والواقعية، فليس العقاب هناك تطبيقاً لقانون تشريعي، وإنما هو تطبيق لقانون تكويني، فالطاعة – بكل مفرداتها- لها أثر تكويني يتمثل بالجنة على اختلاف عناصرها، والمعصية كذلك، أي لها – بكل مفرداتها- آثار تكوينية تظهر في النار الحامية على اختلاف دركاتها. وتحقيق الحال في هاتين النظريتين موكول إلى محله.

[12] وقد أوسعنا هذا الموضوع بحثاً وتحقيقاً في كتاب: هل الجنة للمسلمين وحدهم؟ فليراجع.

[13][13] من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 133، وثواب الأعمال ص294، ولاحظ: كتاب الكافي ج 2 ص 440.

[14] الصحيفة السجاديّة، من دعائه إذا استقال من ذنوبه أو تضرّع في طلب العفو عن عيوبه.

[15] نهج البلاغة ج 1 ص 44.

[16] الكافي ج 2 ص 127، والمحاسن ج 1 ص 265، ومصادقة الإخوان للشيخ الصدوق ص 50.

[17] الكافي ج 2 ص 87، ونحوه أحاديث أخرى.

[18] دعائم الإسلام ج2 ص 325.

[19] المستدرك للحاكم النيسابوري ج 4 ص 169.

 






اضافة تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

موضوع *

الرسالة *


 


 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon