حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » من المقصود في الزيارة: السلام على عليّ بن الحسين.. هل هو زين العابدين (ع) أم الأكبر أم الرضيع؟
ج »

الظّاهر - بحسب السّياق - أنّ المُراد به هو عليّ الأكبر الشّهيد لدوره الكبير وحضوره في المعركة، ولعظيم مُصيبته على الإمام الحسين (ع)، أمّا الطفل الّرضيع فيكون ُمندرجاً في فقرة أخرى وهو قوله في الزّيارة - وعلى أولاد الحسين -  والتي تشمل سائر أولاده بمن فيهم الإمام زين العابدين (ع) والبنات أيضاً .

 


 
س » يوجد لديّ إشكالات كثيرة على الاستدلال بحديث الثقلين على العصمة، فهو يشمل إجماع العترة وليس آحادهم، ويشمل العباس عم النبي (ص)، فهل هؤلاء معصومون؟؟
ج »

أولاً: إنّ حديث الثقلين لا شكّ فيه من حيث السّند وهو مُستفيض حتى في روايات السّنة ناهيك عن روايات الشيعة ، وأّما من حيث الدّلالة فإنّه وبصرف النّظر عن كون القرآن الكريم أفضل من العترة أم عدم كونه كذلك ، فلا ريب في دلالة الحديث على أن التمسّك بالعترة يُشكّل صمّام أمان للأمّة يمنعهم ويعصمهم من الضّلال - ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا - ، ولا شكّ في دلالته أيضاً على أن العترة لا يفترقون عن القرآن الكريم ، ولا يُتصور أن يصدر عنهم ما يُخالف القرآن وهذا ما يدل عنه قوله في الحديث - لن يفترقا - .


- ثانياً : إنّ ما ذكرتموه بأنّ المراد بالحديث هو إجماع العترة هو كلام ضعيف ولا وجه له لأنّه إن أريد بالعترة ما هو أوسع من الأئمة من أهل البيت (ع) ليشمل العباس وذريته أو غيره، فمن المعلوم أنّ هؤلاء أعني العباسيين لا ميزة لهم عن سائر الصّحابة والنّاس فهم يُخطئون كغيرهم ويُمكن أن ينحرفوا كما انحرف غيرهم، وبالتالي فلا يُعقل أن يكون لرأيهم أو إجماعهم أيّ قيمة أو أن يُشكّل إجماعهم أو قولهم عاصماً للأمّة  عن الضّلال ، ما يعني أن نظر الحديث فقط إلى خصوص شريحة من العترة وهم الذين لا يُمكن أن يقعوا في الضّلال والانحراف، وهؤلاء لا فرق بين الواحد منهم أو الجميع ، فكما يكون قول الجميع حُجّة وعاصماً عن الضّلال ، كذلك قول الواحد، والقرينة على ذلك أنّه حين قال النبيّ (ص) هذا الكلام لم يكن من العترة التي يؤمَن وقوعها في الضّلال إلا عليّ (ع)، أما الحسن والحسين (ع) فكانا طفلين صغيرين، فهل كان الحديث لا قيمة له آنذاك لأنّه بعد لم يتحقّق إجماع العترة؟ من الواضح أن هذا بعيد جداً لأنّ كلامه (ص) ساري المفعول من حين إطلاقه ولا يتوقف على مرور عقود من الزّمن حتى يتشكّل إجماع العترة.


 
 
  مقالات >> اجتماعية
الشباب وثقافة السؤال في خط المعرفة
الشيخ حسين الخشن



 إنّ مسؤولية الشباب هي في العلم والعمل، وهي مسؤولية جليلة وعظيمة، وإذا أحسن الشباب القيام بها كان ذلك مؤشراً صحيّاً على تعافي الأمة وسلامتها، صحيح أنّ العلم والعمل ليسا حكراً على الشباب وحدهم، وإنّما هما من مسؤولية الجميع، بيد أنّ الشباب بما أنّهم عنصر القوة في الأمة وسرّ

طاقتها وحيويتها فإذا ساروا في خطِ العلم والعمل كان ذلك مؤذناً بتقدّم الأمة ورقيّها، وهذا ما دفع الدول المتمدنة إلى الاهتمام بعنصر الشباب وإيلائهم أهميّة خاصة فأنشأت هذه الدول وزارة خاصّة باسم وزارة الشباب.

 

ونحن نخصّص هذه الفقرة للحديث عن مسؤولية العلم ودور الشباب في ذلك، ونخصّص الفقرة اللّاحقة للحديث عن مسؤولية الشباب في العمل، وإليك تفصيل الكلام في الفقرة الأولى:

 

1- العلم واجب إلهيّ

 

 إنّ المسؤولية الأساس والأولى التي تقع على عاتق الشباب - بما أنّهم أمل الأمة ومستقبلها - هي مسؤولية الأخذ بأسباب العلم والمعرفة في شتى المجالات، فالمستقبل لا يُبنى إلا بالعلم، وهل تتخلّف الأمم إلا عندما يبتعد أبناؤها عن الأخذ بأسباب العلم؟ يقول الإمام الصادق(ع) فيما روي عنه

: "لست أُحبُّ أن أرى الشاب منكم إلا غادياً في حالتين: إمّا عالماً أو متعلّماً، فإن لم يفعل فرّط، فإن فرّط ضيّع، وإن ضيّع أثِم، وإن أَثِم سكن النار والذي بعث محمداً بالحق . [1] "

 

   ومن هنا، فإنّ على الإنسان المسلم ولا سيّما الشاب أن يعيش همّ العلم وقلق المعرفة، ليفكّر على الدوام، ليس فقط في إخراج نفسه من ظلمة الجهل، بل وفي كيفية إخراج أمّته من هذه الظلمة، وكيف يساهم في تقدّمها، لترتقي إلى مستواها اللّائق بها كأمّة أراد لها الله تعالى أن تكون شاهدة على

سائر الأمم قال تعالى:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ[ البقرة: ١٤٣]

 

 وإنّ ذلك لن يحصل بالتأكيد إلا إذا قُدْنا معركةً ضدّ الجهل واعتبرناه أعدى أعدائنا، كما هو كذلك بالفعل، ورد في الحديث عن الإمام الرضا (ع) قال: قال رسول الله (ص): "صديق كلّ امرء عقله وعدوه جهله"[2]، إنّ ضريبة الجهل هي التخلّف، وهو بيئة حاضنة وملائمة لكلّ أشكال العنف

والإفراط، في الرواية عن الإمام علي(ع): "لا ترى الجاهل إلاّ مُفْرِطاً أو مُفَرّطاً[3]"، وكذلك فإنّ ثمرة الجهل ونتيجته هي انتشار العداوة والبغضاء بين الناس، لأنّ "الناس أعداء ما جهلوا"[4]، وإذا اقترن الجهل بالتديّن فتلك المصيبة الكبرى، لأنّه سوف يزيد الشخص تشدّداً وتزمتاً

وعدوانية، وأخطر ما في الأمر أنّه سوف يمارس عدوانيته باسم الدين! ولهذا قال علي(ع): "ما قصم ظهري إلاّ رجلان: عالم متهتِّك وجاهل متنسّك، هذا ينفّر عن حقّه بتهتكه وهذا يدعو إلى باطله بنسكه[5]".

 

  وأعتقد أننا لا نبالغ في القول: إنّ باب العلم هو من أهم الأبواب التي تقود الإنسان إلى الإيمان؛ لأنّ العالِمَ يدرك ما لا يدركه الجاهل، واحترامه لعلمه سيدفعه إلى البحث والنظر وعدم الوقوف عند ما ورثه عن الآباء والأجداد. وعندما يُسرِّح النظر في آفاق السماوات والأرض، فإنّه سيرى الله

تعالى في كلّ آية، صغيرة كانت أو كبيرة، وعندما يتأمّل في نظام هذا الكون وأسراره فسيخرّ خاشعاً لله تعالى، وهذا يعني أنّه كلّما ازداد الإنسان علماً ازداد إيماناً والتزاماً، وكلما ازداد جهلاً ازداد تزمّتاً وبعداً عن الله سبحانه وتعالى. وفي ضوء هذا، تعرف السرّ في اعتماد القرآن الكريم على

الشواهد والآيات الآفاقيّة، أكثر من غيرها في استدلاله على وجود الله سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت: ٥٣].

 

2- العلم وتنمية العقل

 

   وعندما نتحدّث عن العلم، فلا يمكننا أن نُغفل الحديث عن العقل، باعتباره مصدر المعرفة الأساسيّ ووسيلة الإبداع، وهو دليل الإنسان ومرشده إلى ربّه وخالقه، كما هو وسيلة اكتشاف الكون. والمفروض بالإنسان أن يُبقي عقلَه على الدوام يقظاً متحرِّكاً، لأنّ سكون العقل يعني سكون الحياة، ومن

هنا نعرف لماذا استعاذ عليٌّ (ع) من سبات العقل كما يستعيذ المؤمن من شرّ الشيطان الرجيم، يقول (ع): "نعوذ بالله من سُبات العقل وقبح الزلل"[6].

 

 وما يريده الإسلام للشاب أن يعمل دائماً على تنمية عقله وتغذيته بكلّ جديد نافع، ولا سيما أنّ عقل الشاب هو بطبيعته عقل متحفّز للمعرفة، ومتطلّع إلى الحقيقة، وعلى الشاب أن لا يكون من الذين يؤجِّرون عقولهم للآخر ليفكّر عنهم، أو مِن الذين تتحكّم بهم عواطفهم وانفعالاتهم، فيميلون مع كلّ

ريح، وينساقون مع كلّ "موضة" جديدة؛ إنّ عقولنا أمانة الله عندنا، ولا يجوز لنا أن نبدّد هذه النعمة، ففي الحديث عن الإمام الكاظم(ع): "قلْ خيراً وأبلغ خيراً ولا تكن إمّعة، قال: وما الإمّعة؟ قال: تقول: أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس، إنّ رسول الله (ص) قال: يا أيّها الناس إنّما هما

نَجدان نَجْدُ خير ونَجْدُ شرّ، فلا يكنْ نجدُ الشّر أحبَّ إليكم من نجد الخير"[7].  

 

   وعلينا أن نعلم أنّ سبباً أساسياً لدخول أهل النار في النار، هو في أنّهم لم يحرّكوا عقولهم وتفكيرهم، بل ركنوا إلى تقليد الآباء والأجداد، وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ [الملك: ١٠].

 

 إنّ على الشاب أن يعي جيداً أنّ قوة الإنسان ليست فقط في عضلاته، بل هي قبل كلّ شيء في عقله، وأنّ إيمانه - أيضاً - هو على قدر عقله، ففي الحديث عن الإمام الصادق(ع) قلت له: "فلان في عبادته ودينه وفضله، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدري، فقال: إنّ الثواب على قدر العقل، إنّ رجلاً

من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر، خضراء نضرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء، وإنّ مَلَكَاً من الملائكة مرّ به فقال: يا ربَّ أرني ثواب عبدك هذا فأراه الله تعالى ذلك فاستقلّه الملك، فأوحى الله إليه أن اصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسي فقال (أي العابد) له: من أنت؟

قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك، فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: إنّ مكانك لنزه وما يصلح إلاّ للعبادة، فقال له العابد: إنّ لمكاننا هذا عيباً، فقال له وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع، فإنّ هذا

الحشيش يضيع، فقال له الملك: وما لربك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش، فأوحى الله إلى الملك: إنّما أثيبه على قدر عقله!"[8].

 

والرواياتُ المؤكِّدةُ على أهميّة العقل وامتداحِ الإسلام له كثيرةٌ جداً وتحتاج إلى كتاب مستقل لإحصائها.

 

الطيران بجناحين  

 

أيها الشباب.. إنّ الإنسان إنّما تأهل ليكون خليفة الله على الأرض لأنّه يمتلك عقلاً، ومتى تجمّد العقل أو كفّ عن الحراك أو حوصر بالأغلال والأهواء سقط الإنسان وأخلد إلى الأرض.. وإنّ مهمّة العقل هي أن يطرح الأسئلة ويجد الأجوبة والحلول لها، وأن يدرس التجربة الإنسانية بكلّ أبعادها

ويضعها على مشرحة البحث، أين تقدمّت وأين تعثّرت؟ وأين تخلّفت وتأخّرت؟ ولماذا؟ إن العقل لا يفترض به أن ينهمك في تبرير ما هو كائن بل عليه التبصر فيما ينبغي أن يكون؟

 

وقلق المعرفة هذا هو يصنع المثقّف الحقيقي، فالثقافة ليست جمع معلوماتٍ وحشوَ الدماغ بها، وإنّما الثقافة منهجٌ في التفكير واكتسابُ مهاراتٍ تمكّنُ من تنسيقِ المعلومات والبناء عليها في عمليّة التغيير وفي التقدّم نحو الأفضل.

 

لقد ابتُليت الإنسانية بعقلين على طرفَي نقيض:

 

1- عقل غَيْبي (عُرف به أهل الشرق) أوغل في التجريد والجمود على المعنويات، والبحث حصراً في أمر المعاد، وابتعد عن التفكير في شؤون المعاش.

 

2- وعقل آخر مادي بحت (عُرف به أهل الغرب) أوغل في العمل لأجل تحقيق "الوسائل" وابتعد عن التفكير في الغايات والأهداف؟ إنّ عقل الإنسان في الغرب شغله سؤال "كيف؟" ولا يعنيه سؤال: "لماذا؟"، إنّه يفكّر على الشكل التالي: كيف أكون قوياً؟ كيف أستطيع السيطرة على العالم؟ كيف

أبلغ الذروة العلميّة؟ كيف أحقّق الرفاهية؟ ولكنّه لا يسأل نفسه: لماذا؟ وما هي الغاية من القوة؟ وما هو هدف الرفاهية؟ وماذا بعد كلّ هذا الجاه؟

 

وأعتقد أنّ هذين العقلين إذا انفكا وانفصلا فستكون البشرية أمام مشكلة حقيقية، لأنّهما كجناحي طائر لا يستطيع الإنسان أن يتقدّم ويصل إلى السعادة المنشودة إلا بهما.

 

وإنّ المتأمّل في النصوص القرآنية يجدها قد أكّدت بشكل واضح لا لبس فيه على أهميّة هذين الجناحين وضرورتهما معاً لنجاح الإنسان في مهمّة إعمار الأرض التي أوكل بها،هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا [هود: ٦١]. والعمران المطلوب هو عمرانها المعنوي

والمادي، وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ [القصص: ٧٧]، إنّ هذين الجناحين يجمعان الخير كلّه، خير الدنيا والآخرة، وقد قال النبي (ص) كلمة هي من جوامع كلماته: "إنّي قد جئتكم بخير الدنيا

والآخرة"[9].

 

والتجربة الإسلامية التاريخية قد أوضحت وأكّدت بشكل جليّ أنّ المسلمين عندما طاروا بهذين الجناحين حلّقوا في العالم بأجمعه وتقدّموا وأصبحوا حاجة للأمم جميعاً، فقد "عَرَفَ روادُ الإسلام الأوائل بفضل انفتاحهم الفكري هذا، الذي دعا إليه القرآن في كلّ صفحة من صفحاته، كيف يترجمون

ويفهمون ويتمثّلون أرفع المساهمات العلميّة للهند وبيزنطة وفارس، من الرياضيات إلى الطب، وعرفوا أيضاً كيف يعيدون التفكير فيها بهدف إعطائها معنىً جديداً انطلاقاً من معتقداتهم الإسلامية، فلم يصبحوا بذلك مجرّد نَقَلَة لمجمل العلم القديم، بل خلاقين لثقافة جديدة جعلتهم معلمي العالم لعدّة

قرون"[10].

 

وأما عندما غلب على المسلمين العقلُ التجريدي الغيبيّ الذي فهم الزهد في الدنيا بطريقة خاطئة ما جعلهم يعزفون عن علوم الحياة ولا يعيرونها أهميّة، بل ربما اعتبر بعضهم أنّ الانشغال في علوم الحياة غير مناسب للأشخاص الربانيّين والإلهيّين، لدرجة لاحظنا معها أنّ صدر المتألّهين الشيرازي

يعيب على ابن سينا اشتغاله بالطبيعيات، ويُرجع ما يراه أخطاءً عند الأخير في الإلهيات إلى صرف وقته في العلوم الطبيعية أكثر من صرفه في الإلهيات[11]، إنّ اختلال النظرة المتوازنة إلى الدنيا والآخرة وإلى الروح والمادة أورثت المسلمين فائضاً من الزهد غير المبرّر، وهو ما دفعهم

إلى أحضان التخلف وجعلهم يتأخّرون عن ركب التطوّر العلمي، ويحضرنا هنا نصٌّ لأحد علماء المسلمين وهو الشيخ محمد القرشي المعروف بابن الأخوة المتوفّى عام 729هـ في كتابه "معالم القربة في أحكام الحسبة" حيث يتحدّث عن عزوف المسلمين عن علم الطب مع أنّه من فروض الكفاية،

بل لم يجد في مرحلته الزمنية تلك طبيباً في بلاد المسلمين إلا وهو من أهل الذمّة! ويضيف: "ولا نرى أحداً يشتغل به (علم الطب) ويتهافتون (يقصد طلاب العلم المسلمين) على علم الفقه، ولا سيما الخلافيّات والجدليّات، والبلد مشحون من الفقهاء ممّن يشتغل بالفتوى والجواب عن الوقائع، فليت

شعري كيف يرخّص الدين في الاشتغال بفرض كفاية قد قام به جماعة (يقصد علم الفقه) وإهمال ما لا قائم به!" ويقصد علم الطب، وبعد أن يطرح سؤالاً عن سبب إهمال علم الطب، فإنّه يقدّم جواباً صريحاً عن ذلك مفاده أنّ علم الطب لا يشكّل وسيلة للسلطة، وفحوى كلامه أنّ علم الفقه قد أصبح

آلة للدنيا ووسيلة للسلطة! يقول: "هل لهذا سبب؟ إلّا أنّ الطبّ ليس يتيسّر التوصّل به إلى تولّي القضاء والحكومة والتقدّم به على الأقران، والتسلّط به على الأعداء"[12].   

 

 

3- الشباب وثقافة السؤال

 

 ولا يسعنا المرور على قضيّة العلم دون أن نتوقّف عند واحد من أهمّ مفاتيح المعرفة الإنسانية، وأعظم مدخل للعلم وسبيل التطور، ألا وهو السؤال. والسؤال ينطلق من حالة فطريّة، وهي فطرة حبّ المعرفة والاستطلاع والاكتشاف لدى الإنسان، وأكثر ما نجد هذه الغريزة أو الفطرة لدى الطفل

الصغير، حيث نراه يسأل عن كلّ ما يجهله ممّا تراه عيناه، ولولا هذه الفطرة لديه لما تعرّف على الأشياء ولما نما عقله ولا تراكمت معرفته. والملاحظ أنّ هذه الفطرة تستمرّ بوتيرة معينة إلى مرحلة الشباب الأولى، ثم إنّه وبصرف النظر عن الدافع الفطري نحو السؤال، فإنّ السؤال بما أنّه جسر

العبور من ظلمة الجهل إلى نور العلم يكون ضرورياً لكلّ إنسان.

 

 ولهذا فلا يصحّ للشاب أو غيره أن يعزف عن السؤال، أو يخجل من طرحه أو يشعر بالحرج من أنّ يقال له: إنك جاهل، فقد ورد في الحديث الشريف: "دواء العَيّ السؤال"[13]، والعي بمعنى: التحيّر والجهل، وعن رسول الله (ص): "العلم خزائن ومفاتحه السؤال، فاسألوا رحمكم الله

فإنّه يؤجر أربعة: السائل والمتكلّم والمستمع والمجيب له"[14].

 

 وفي الوقت الذي نؤكّد على ضرورة السؤال، فلا بد أن نملك ثقافة السؤال لنعرف: كيف نسأل؟ وماذا نسأل؟  ومن نسأل؟

 

  • من نسأل؟

 

ولنبدأ بالإجابة عن النقطة الأخيرة "من نسأل؟"، ونترك الإجابة للقرآن الكريم، قال الله سبحانه:  فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: ٤٣]، وهذه الآية كما أمرت بالسؤال، فإنّها حدّدت لنا من نسأل، إذ ليس كلّ شخص يُسأل، وإنّما علينا أن نسأل "أهل الذكر"، وأهل الذكر هم أهل

الاطّلاع والمعرفة، ولئن كان بعض المفسرين ذكر أنّ المراد بأهل الذكر في الآية "أهل الكتاب" بملاحظة سياق الآية، أو أنّ المراد بهم أهل البيت(ع) فقد ورد في بعض روايات الأئمة (ع): "نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون"[15]، بيدّ أنّ ذلك لا يمنع من التمسك بعموم لفظ الآية، لكلّ من

يملك علماً

 

ومعرفة، ويملك تقوى تحجزه عن القول بغير علم، أو الإفتاء تبعاً للهوى، ويلاحظ أنّ الآية قد وصفت المسؤولين (من يتوجّه إليهم السؤال) بأهل الذكر، وأهل الذكر هم أهل العلم والورع، وقد سأل الحواريون عيسى بن مريم: من نجالس؟ قال: "من يذكركم الله رؤيتُه ويزيد في علمكم منطقُه

ويُرَغِّبكم في الآخرة عَمَلهُ"[16].

 

 ومن هنا، كان السؤال مسؤولية، وكان الاستماع أيضاً مسؤولية، ففي الحديث عن أبي جعفر الباقر (ع): "من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدّي عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان"[17].

 

  • كيف نسأل؟

 

وكما عليك أن تحدد من هو الشخص المسؤول، فإنّ عليك أن تُحسن طرح السؤال، لتعرف ما تسأل؟ وما لا تسأل؟ ولا شكّ أنّ حسن السؤال له دور كبير في وصولك إلى مرادك، بينما إذا لم تحسن السؤال فإنّك قد تَتْعَبَ كثيراً وتُتعِبُ المسؤول منه، ولذا ورد في الحديث عن رسول الله (ص):

"حسن السؤال نصف العلم"[18].

 

 وإنّ حسن السؤال ضروري، سواء سألت الله تعالى وطلبت إليه أمراً ما أم سألت العبد، فإنّ من لا يعرف ماذا يسأل قد يُضيّع عليه الفرص، أسمعتم بقصة[19] ذاك الشخص الذي أُلهم في ليلة القدر أنّ الله تعالى قد استجاب لك ثلاثة أدعية، فاسأل ما يحلو لك؟ أتدرون ماذا فعل؟ لقد ضيّع هذه

الفرصة الذهبية، كيف؟ أخبر زوجته بالأمر، فقالت له بإلحاح: أريد منك دعاءً واحداً من الأدعية الثلاثة، قال: وما هو طلبك؟ قالت: طلبي أن يجعلني الله أجمل امرأة في الدنيا، ففعل الرجل ودعا لزوجته واستجيب دعاؤه، فلما صارت زوجته أجمل امرأة أخذت تتكبر عليه بسبب ما رأته من جمالها،

فغضب الرجل وانزعج لسوء تصرّفها، فدعا الله تعالى بأن يجعلها أقبح امرأة في الدنيا، وبذلك ضاع منه دعاء آخر على شيء تافه، وبقي لديه دعاء واحد فماذا حصل؟ لما رأى أولادُ المرأة أمَّهم على هذه الحالة القبيحة قالوا لأبيهم: هذه أمّنا وإننا نكره رؤيتها على هذه الحال، وقد أصابنا العار ممّا

جرى لها، فادعُ الله أن يعيدها إلى سيرتها الأولى، وأمام إلحاح الأولاد استجاب الرجل لهم، فطلب من الله تعالى أن يعيدها إلى حالتها السابقة، فاستجيب طلبه، وهكذا ضيع الدعاء الثالث  أيضاً، وأضاع الفرصة الذهبية التي لا تعوض! والكثيرون منّا يضيعون فرصاً لا تعوض.

 

 وإذا كان هذا الرجل لم يحسن سؤال الله تعالى، فإنّ الكثيرين منا لا يحسنون سؤال أهل الذكر أيضاً، كما كان يحصل مع ذاك الرجل الإلهي العظيم عنيت به علي بن أبي طالب(ع)، والذي كان لديه مخزون من العلم الإلهي إلى الحد الذي يدفعه للقول:  "سلوني قبل أن تفقدوني"، يقول سعيد بن

المسيب: "ما كان في أصحاب رسول الله (ص) أحد يقول: سلوني غير علي بن أبي طالب"[20]، وكانت المأساة أنّه وبدل أن يغتنم معاصروه هذه الفرصة، ليسألوه أسئلة تنفعهم وتنفع الإنسانية جمعاء، أسئلة تغني الحياة بالفكر والروح والمعنى، إذا ببعضم - على ما يذكر - يتوجه إليه بأسئلة

تافهة، كأن يقوم بعضهم ويسأله كم شعرة في رأسي؟! وهنا كانت مأساة علي (ع) وغربته الحقيقية، لأنّه لم يجد من يفهمه ومن يعي مشروعه ويحمل علمه، ولذا كان يقول بحسرة وألم: "إنّ ههنا (ويشير إلى صدره) لعلماً جمّاً لو أصبت له حَمَلَة، بل أصبت لقناً غير مأمون عليه.."[21].

 

 

  • ماذا نسأل؟ وماذا لا نسأل؟

   

سل عما ينفعك في دينك ودنياك وآخرتك، وما يُثري عقلك روحك، ويُغني تجربتك، سل عمّا يدخل في نطاق مسؤوليتك، وما سوف تُسأل عنه يوم القيامة يوم ينادي المنادي: ﭽﰆﰇ  ﰈ  ﰉﭼ [الصافات: ٢٤]، ولكن ما الذي سوف نُسأل عنه يوم القيامة يا ترى؟

 

هذا ما أجاب الله تعالى في قوله: ﭽﮩ  ﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭﭼ [التكاثر: ٨]، والنعيم هو كلّ ما أولاك الله من صحّة أو من قوّة أو شباب أو مال، وقد حدّد لنا الحديث النبوي الشريف بعضاً من نِعم الله تعالى التي سوف نُسأل عنها يوم القيامة، قال (ص) - بحسب ما جاء في الرواية -: "لا تزول قدما عبد يوم

القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت(ع)"[22].

 

 أما ما كان من مسؤولية غيرك فلا تتكلف السؤال عنه والبحث فيه، ففي ذلك مضيعة للوقت دون جدوى، تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [البقرة: ١٣٤].

 

  وفي المقابل، فثمة أسئلة علينا تجنّب طرحها، إمّا لأنّها تتعلّق بقضايا غير ذات فائدة، أو لأنّها أسئلة وطلبات عن أمور مستحيلة فلا جدوى من طرحها، وإليك بعض نماذج الأسئلة التي ينبغي اجتنابها:

 

أولاً: السؤال عمّا لا يقع في نطاق مسؤليّتك الدينية والإيمانيّة، ولا في نطاق شؤونك الدنيوية، ولا يكون في معرفة هذا الشيء أيّ فائدة تذكر، كالكثير من الأسئلة التي يطرحها بعض الناس، فقد يسألك البعض ما هو اسم والدة أو جدة النبي لوط (ع)؟! أو ما جنس الهدهد الذي كان مع سليمان هل هو

ذكر أم أنثى؟ أو نظائر ذلك من الأسئلة التي لا تنفع مَنْ علمها ولا تضرّ مَنْ جهلها.

 

ثانياً: السؤال على نحو تعنتّي، وقد وجّه أحدهم وهو ابن أبي الكوّا سؤالا تعجيزياً لأمير المؤمنين(ع) فقال له علي(ع): "سل تفقها ًولا تسل تعنتاً، فإنّ الجاهل المتعلّم شبيه بالعالم، وإنّ العالم المتعسِّف شبيه بالجاهل"[23].

 

ومن أبرز الأمثلة على السؤال التعنتي، ما جاء في أسئلة بني إسرائيل بشأن البقرة التي أُمروا بذبحها، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة: ٦٩ - ٧١].

 

ومن ذلك أيضاً سؤالهم - أعني بني إسرائيل - لموسى (ع) وطلبهم منه أن يروا الله جهرة، فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء: ١٥٣].

 

ونحوه السؤال الذي وجّهه بعضهم إلى أمير المؤمنين(ع): "هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟ فقال (ع): إن الله تبارك وتعالى لا يُنسَب إلى العجز والذي سألتني لا يكون"[24].

 

ثالثاً: السؤال عن القضايا التي يكون في كشفها محذور ما، كما لو كانت الإجابة عليها تتطلّب كشفَ عورات الناس وفضحَ عيوبهم وأسرارهم، أو إحراجهم. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة: ١٠١].

 

  • القرآن وترشيد الأسئلة

 

ويلاحظ أنّ ظاهرة السؤال منتشرة في القرآن الكريم، وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى [البقرة: ٢٢٠]، وقال سبحانه:  وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ [البقرة: ٢١٩] وقال عزّ وجل: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ [البقرة: ٢١٧]، إلى غير ذلك من الموارد.

 

ونلاحظ – أيضاً - أنّ القرآن الكريم، وفي أكثر من مورد قد عمل على ترشيد الأسئلة الخاطئة أو غير المفيدة التي كانت تُوجَّه إلى رسول الله (ص)، ليعلِّمنا بذلك طريقة طرح السؤال وأن تكون أسئلتنا نافعة ومفيدة، وإليك مثالين على ذلك:

 

المثال الأول: سُئل النبي(ص) عن ظاهرة الشهر القمري، لماذا يبدأ هلالاً، ثم يكبر إلى أن يصبح بدراً ثم يبدأ العد العكسي؟[25]، فأنزل الله ﭨ  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [البقرة: ١٨٩]، فقد ركّزت الآية المباركة في الإجابة عن سؤالهم على بيان فائدة وثمرة هذه الوضعيّات المختلفة للقمر، وتجاهلت سؤالهم عن الظاهرة التكوينية التي قد لا تكون بمستوى فهمهم في تلك المرحلة.

 

المثال الثاني: وسألوه (ص) ماذا ينفقون؟ فأجابهم الله جواباً تمّ التركيز فيه على مصرف الإنفاق، ومرّ سبحانه مرور الكرام على نوعيّة النفقة المسؤول عنها؛ لأنّ ما ينبغي إنفاقه معلوم، وهو كل ما ينفع الفقير والمجتمع، يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى

وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ [البقرة: ٢١٥]، فنلاحظ أنّه بينما كان سؤالهم متجهاً إلى معرفة نوعية النفقة "ماذا ينفقون؟ "، فإنّ الجواب جاء ليركّز على أمر آخر، وهو مصارف الإنفاق وموارده، فعدّد لهم أصناف الناس التي ينبغي أو يلزم الإنفاق عليها، مع إشارة

عابرة إلى نوعيّة النفقة، وقد جاءت بشكل عرضي في قوله: قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ .

 

من كتاب "مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم" http://www.al-khechin.com/article/440

نُشر على الموقع في 25-4-2016

 

 


[1] أمالي الطوسي ص303.

[2] المحاسن للبرقي ج 1ص 194، والكافي ج 1 ص 11، وعلل الشرائع للصدوق ص1 ص 101.

[3] نهج البلاغة ج 4 ص 15.

[4] نهج البلاغة ج 4 ص 42.

[5] عيون الحكم والمواعظ ص 479

[6] نهج البلاغة ج2 ص218.

[7] أمالي المفيد ص 211، وروى المقطع الأول منه في معاني الأخبار ص 266. وأما في مصادر السنة فقد روي عن رسول الله(ص): "لا تكونوا إمّعة تقولون إنْ أحسن الناس أحسنا، وإنْ ظلموا ظلمنا ، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا " انظر: سنن الترمذي ج3 ص 246.

[8] الكافي ج1 ص12، وأمالي الصدوق ص504.

[9] الأمالي للشيخ الطوسي ص 583، وكنز العمال ج ذ3 ص 114، وتاريخ الطبري ج 2 ص 63.

[10] غارودي، روجيه، الإسلام الحي، ترجمة: دلال بواب ضاهر، ومحمد كامل ضاهر، دار البيروني، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1995، ص 86.

[11] انظر: نصّ صدر المتألهين في كتابه: "الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية"، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1981م، ج9، ص199.ولاحظ للتوسعة حول هذا الموضوع ما ذكرناه في كتاب أصول الاجتهاد الكلامي (دراسة في المنهج) ص58.

 

[12] ابن الأخوة، محمد بن محمد بن أحمد القرشي (648هـ - 729هـ)، معالم القربة في أحكام الحسبة، تحقيق: محمد محمود شعبان، وصديق أحمد عيسى المطبعي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط1، القاهرة 1976م ص 254.

[13] الكافي ج1 ص40.

[14] عيون أخبار الرضا (ع) ج1 ص32.

[15] تفسير الصافي: ج3 ص331.

[16] الكافي ج1 ص39.

[17] الكافي ج6 ص435.

[18] تحف العقول ص56 ومجمع الزوائد ج1 ص160.

[19] هي قصة نوردها للعبرة دون ضمان واقعيتها.

[20] الاستيعاب لابن عبد البر ج3 ص1104، ومناقب آل أبي طالب ج1 ص318.

[21] نهج البلاغةج 4 ص 37، والخصال للصدوق ص 187.

[22] الخصال للصدوق ص 253، وهو مروي من طرق السنة، باستثناء الفقرة الأخيرة، فقد رواه الترمذي بالإسناد إلى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم" سنن الترمذي ج 4 ص 35.

[23] نهج البلاغة: ج4 ص76.

[24] التوحيد للصدوق ص 130

[25] قال الطبرسي في تفسير قوله  ﭨ ﭽ ﮮ   ﮯ  ﮰﭼ أي: "أحوال الأهلة في زيادتها ونقصها". أنظر: مجمع البيان: ج2 ص27.

 






اضافة تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

موضوع *

الرسالة *


 


 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon