حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » أنا طالب علم، لدي خوف من أن أتكلم بغير علم.. ما الحل؟
ج »

وعليكم السلام

لا بد لطالب العلم في مساره العلمي أن يتسلح بأمرين أساسيين:
الأول: الاستنفار العلمي وبذل الجهد الكافي لمعرفة قواعد فهم النص واستكناه معناه ودلالاته بما يعينه على التفقه في الدين وتكوين الرأي على أسس صحيحة.
الثاني: التقوى العلمية ويُراد بها استحضار الله سبحانه وتعالى في النفس حذراً من الوقوع في فخ التقوّل على الله بغير علم. ومن الضروري أن يعيش مع نفسه حالة من المحاسبة الشديدة ومساءلة النفس من أن دافعه إلى تبني هذا الرأي أو ذاك: هل هو الهوى والرغبة الشخصية أم أن الدافع هو الوصول إلى الحقيقة ولو كانت على خلاف الهوى.
أعتقد أن طالب العلم إذا أحكم هذين الامرين فإنه سيكون موفقاً في مسيرته العلمية وفيما يختاره من آراء أو يتبناه من موقف.

 
س » كيف علمنا أن الصحيفة السجادية ناقصة؟ وهل ما وجده العلماء من الأدعية صحيح؟؟
ج »

أقول في الإجابة على سؤالكم:

أولاً: إن الصحيفة السجادية في الأصل تزيد على ما هو واصل إلينا وموجود بين أيدينا، قال المتوكل بن هارون كما جاء في مقدمة الصحيفة: " ثم أملى عليّ أبو عبد الله (ع) الأدعية، وهي خمسة وسبعون باباً، سقط عني منها أحد عشر باباً، وحفظت منها نيفاً وستين باباً"، بيد أن الموجود فعلاً في الصحيفة الواصلة إلينا هو أربعة وخمسون دعاء. آخرها دعاؤه في استكشاف الهموم، وهذا آخر دعاء شرحه السيد علي خان المدني في رياض السالكين، وكذا فعل غيره من الأعلام.

ثانياً: إن سقوط عدد من أدعية الصحيفة وضياعها دفع غير واحد من الأعلام للبحث والتتبع في محاولة لمعرفة ما هو الضائع منها، وبحدود اطلاعي فإنهم عثروا على أدعية كثيرة مروية عن الإمام زين العابدين (ع)، لكنهم لم يصلوا إلى نتائج تفيد أن ما عثروا عليه هو من الأدعية الناقصة منها، ولذا عنونوا مؤلفاتهم بعنوان مستدركات على الصحيفة، ولم يجزموا أن ما جمعوه من أدعية هو الضائع من أدعية الصحيفة. وهذا ما تقتضيه الضوابط العلمية والدينية، فما لم يعثر الإنسان على نسخة قديمة موثوقة أو قرائن مفيدة للوثوق بأن هذا الدعاء أو ذاك هو من جملة أدعية الصحيفة فلا يصح له إضافة بعض الأدعية على الصحيفة بعنوان كونها منها.

ثالثاً: لقد ابتُلينا بظاهرة خطيرة، وهي ظاهرة الإضافة على الصحيفة أو غيرها من كتب الأدعية، وهذا العمل هو خلاف الأمانة والتقوى، وقد ترتّب على ذلك الكثير من المفاسد، وأوجب ذلك وهماً للكثيرين، فتوهموا أن بعض الأدعية هي جزء من الصحيفة السجادية المشهورة، ومردّ ذلك بكل أسف إلى أن مجال الأدعية والزيارات شرعة لكل وارد، وتُرك لأصحاب المطابع والمطامع! وأعتقد أن هذا العبث في كتب الأدعية والزيارات ناشئ عن عدم عناية العلماء بالأمر بهذه الكتب كما ينبغي ويلزم، كما نبه عليه المحدث النوري في كتابه "اللؤلؤ والمرجان" مستغرباً صمت العلماء إزاء التلاعب والعبث بنصوص الأدعية والزيارات مما يعدّ جرأة عظيمة على الله تعالى ورسوله (ص)!

رابعاً: أما ما سألتم عنه حول مدى صحة الأدعية الواردة بعد دعاء استكشاف الهموم، فهذا أمر لا يسعنا إعطاء جواب حاسم وشامل فيه، بل لا بدّ أن يدرس كل دعاء على حدة، ليرى ما إذا كانت قرائن السند والمتن تبعث على الحكم بصحته أم لا. فإن المناجاة الخمس عشرة بنظرنا لم تصح وربما كانت من وضع الصوفية، وقد أوضحنا ذلك بشكل مفصل في كتاب الشيع والغلو.


 
س » ابني المراهق يعاني من التشتت، وأنا جدا قلق ولا اعرف التصرف معه، ما هي نصيحتكم؟
ج »

التشتت في الانتباه في سن المراهقة مع ما يرافقه من الصعوبات هو في حدود معينة أمر طبيعي وظاهرة تصيب الكثير من المراهقين ولا سيما في عصرنا هذا.

وعلينا التعامل مع هذه المرحلة بدقة متناهية من الاستيعاب والتفهم والإرشاد والتوجيه وتفهم سن المراهق، وأن هذه المرحلة تحتاج إلى أسلوب مختلف عما سبقها.

فالمراهق ينمو لديه الإحساس بالذات كثيرا حتى ليخيل إليه أنه لم يعد بحاجة إلى الاحتضان والرعاية من قِبل والديه.

وبالتالي علينا أن نتعامل معه بأسلوب المصادقة "صادقه سبعا.." والتنبه جيدا للمؤثرات التي تسهم في التأثير على شخصيته واستقامته وتدينه، ومن هذه المؤثرات: الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن نصيبها ودورها في التأثير على المراهق هو أشد وأعلى من دورنا.

وفي كل هذه المرحلة علينا أن نتحلى بالصبر والأناة والتحمل، وأن نبتدع أسلوب الحوار والموعظة الحسنة والتدرج في العمل التربوي والرسالي.

نسأل الله أن يوفقكم وأن يقر أعينكم بولدكم وأن يفتح له سبيل الهداية. والله الموفق.


 
س » اعاني من عدم الحضور في الصلاة، فهل أحصل على الثواب؟
ج »
 
لا شك أن العمل إذا كان مستجمعا للشرائط الفقهية، فهو مجزئٌ ومبرئٌ للذمة. أما الثواب فيحتاج إلى خلوص النية لله تعالى بمعنى أن لا يدخل الرياء ونحوه في نية المصلي والعبادة بشكل عام.
ولا ريب أنه كلما كان الإنسان يعيش حالة حضور وتوجه إلى الله كان ثوابه أعلى عند الله، لكن لا نستطيع نفي الثواب عن العمل لمجرد غياب هذا الحضور في بعض الحالات بسبب الظروف الضاغطة على الإنسان نفسيا واجتماعيا.
لكن على الإنسان أن يعالج مشكلة تشتت الذهن أثناء العمل العبادي وذلك من خلال السعي الجاد للتجرد والابتعاد عن كل الهواجس والمشكلات أثناء الإقبال على الصلاة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، باستحضار عظمة الله عز وجل في نفوسنا وأنه لا يليق بنا أن نواجهه بقلب لاهٍ وغافل. والله الموفق.

 
س » أنا إنسان فاشل، ولا أتوفق في شيء، وقد كتب عليّ بالخسارة، فما هو الحل؟
ج »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً: التوفيق في الحياة هو رهن أخذ الإنسان بالأسباب التي جعلها الله موصلة للنجاح، فعلى الإنسان أن يتحرك في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية وفق منطق الأسباب والسنن. على سبيل المثال: فالإنسان لن يصل إلى مبتغاه وهو جليس بيته وحبيس هواجسه، فإذا أراد الثروة فعليه أن يبحث عن أسباب الثروة وإذا أراد الصحة فعليه أن يأخذ بالنصائح الطبية اللازمة وإذا أراد حياة اجتماعية مستقرة عليه أن يسير وفق القوانين والضوابط الإسلامية في المجال الاجتماعي وهكذا.

ثانياً: لا بد للإنسان أن يعمل على رفع معوقات التوفيق، وأني أعتقد أن واحدة من تلك المعوقات هي سيطرة الشعور المتشائم على الإنسان بحيث يوهم نفسه بأنه إنسان فاشل وأنه لن يوفق وأنه لن تناله البركة الإلهية.

إن هذا الإحساس عندما يسيطر على الإنسان فإنه بالتأكيد يجعله إنسانا فاشلا ومحبطا ولن يوفق في حياته ولذلك نصيحتي لك أن تُبعد مثل هذا الوهم عن ذهنك وانطلق في الحياة فإن سبيل الحياة والتوفيق لا تعد ولا تحصى.


 
س » ما هو هدف طلب العلم الذي يجب أن يكون؟
ج »

عندما ينطلق المسلم في طلبه للعلم من مسؤوليته الشرعية الملقاة على عاتقه ومن موقع أنه خليفة الله على الأرض، فإن ذلك سوف يخلق عنده حافزاً كبيراً للجد في طلب العلم والوصول إلى أعلى المراتب. أما إذا انطلق في تحصيله من موقع المباهاة أو إثبات ذاته في المجتمع أو من موقع من يريد أن يزين اسمه بالشهادة الجامعية ليُقال له "الدكتور" وما إلى ذلك، فإنه - في الغالب - لن يصل إلى النتيجة المرجوة.

وعلى كل إنسان منا أن يعي أنّنا في هذه الحياة مسؤولون في أن نترك أثراً طيباً، وأن نقوم بواجباتنا قبل أن يطوينا الزمان، إننا مسؤولون عن عمرنا فيما أفنيناه وعن شبابنا فيما أبليناه، وسنُسأل يوم القيامة عن كل هذه الطاقات التي منّ اللهُ بها علينا.

وأضف إلى ذلك، إنه من الجدير بالمسلم، أن لا يفكر في نفسه وما يريحه هو فحسب في طلبه للعلم، بل أن يفكر أيضاً في أمته والنهوض بها ليكون مستقبلها زاهراً، وهذا كله يحتم عليه أن يكون سقف طموحاته عالياً ليتمكن هو وأقرانه من الطلاب والعلماء من ردم الفجوة بيننا وبين الغرب الذي سبقنا على أكثر من صعيد.

باختصار: إن مسؤوليتنا ورسالتنا وانتماءنا لهذه الأمة يفرض علينا أن نعيش حالة طوارئ ثقافية وعلمية.


 
س » ما رأيكم في الاختلاط المنتشر في عصرنا، وكيف نحاربه؟
ج »

إنّ الاختلاط قد أصبح سمة هذا العصر في كثير من الميادين، ومنها الجامعات والطرقات والساحات وكافة المرافق العامة.. والاختلاط في حد ذاته ليس محرماً ما لم يفضِ إلى تجاوز الحدود الشرعية في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين؛ كما لو أدى إلى الخلوة المحرمة بالمرأة أو مصافحتها أو كان المجلس مشوباً بأجواء الإثارة الغرائزية أو غير ذلك مما حرمه الله تعالى.

وفي ظل هذا الواقع، فإنّ العمل على تحصين النفس أولى من الهروب أو الانزواء عن الآخرين بطريقة تشعرهم بأن المؤمنين يعيشون العُقد النفسية. إن على الشاب المسلم أن يثق بنفسه وأن يفرض حضوره ووقاره، وأن يبادر إلى إقناع الآخرين بمنطقه وحججه، وأن يبيّن لهم أن الانحراف والتبرج والفجور هو العمل السيّئ الذي ينبغي أن يخجل به الإنسان، وليس الإيمان ومظاهر التدين.

وأننا ندعو شبابنا عامة وطلاب الجامعات خاصة من الذكور والإناث إلى أن يتزينوا بالعفاف، وأن يحصنوا أنفسهم بالتقوى بما يصونهم من الوقوع في الحرام.


 
س » كيف يمكن التخلص من السلوكيات والعادات السيئة؟
ج »

إن التغلب على السلوكيات الخاطئة أو العادات السيئة – بشكل عام – يحتاج بعد التوكل على الله تعالى إلى:

أولاً: إرادة وتصميم، ولا يكفي مجرد الرغبة ولا مجرد النية وانما يحتاج بالإضافة إلى ذلك إلى العزم والمثابرة وحمل النفس على ترك ما اعتادته.

ثانياً: وضع برنامج عملي يمكّن الإنسان من الخروج من هذه العادة السيئة بشكل تدريجي؛ وأرجو التركيز على مسألة "التدرج" في الخروج من هذه العادات السيئة؛ لأن إدمان النفس على الشيء يجعل الخروج منه صعباً ويحتاج إلى قطع مراحل، وأما ما يقدم عليه البعض من السعي للخروج الفوري من هذه العادة، فهو - بحسب التجربة - سيُمنى في كثير من الأحيان بالفشل. والله الموفق


 
 
  مقالات >> اجتماعية
محاضرات رمضانية: البرنامج الرمضاني الأمثل
الشيخ حسين الخشن



 

 

 

هل ترانا نستعد لاستقبال شهر رمضان كما يليق به؟ أو ترانا نفكر بالترحيب به كما هو أهله؟ وهل وهو قادم نسَعد بقدومه ولقائه؟ أم أنّه ضيف ثقيل على نفوسنا؟

 

الحمد لله على توفيقه لبلوغ شهر رمضان

 

إنّ أولى الواجبات والوظائف الملقاة علينا في استقبال هذا الشهر المبارك أن نحمد الله عزّ وجل على أن وفقنا لبلوغه، بحيث هلّ علينا هلاله بخير وعافية. إنّ هذه نعمة عظيمة لا بدّ أن نشكر الله عليها، فإنّ من هلّ عليه هلال رمضان فهو مرحوم وهو

في عناية الله تعالى ومشمول باللطف الإلهي العميم، "أيها الناس.." - قالها رسول الله (ص) لدى استقبال شهر رمضان - "إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه وساعاته

أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب.."[1]. هذه قيمة ومكانة الشهر الذي هلّ علينا هلاله، أفلا يستحق منا الفرح

والسعادة لقدومه والشكر لله على هذه النعمة العظيمة، حيث وفقنا ومدّ في أعمارنا لنكون مرّة جديدة من ضيوفه ومن أهل كرامته؟! بكل تأكيد هو تعالى يستحق الشكر والثناء، وهذا إمامنا زين العابدين كان إذا دخل شهر رمضان استهل ذلك بالحمد لله

تعالى فيقول: "الحمد لله الذي هدانا لحمده وجعلنا من أهله لنكون لإحسانه من الشاكرين وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين، والحمد لله الذي حبانا بدينه واختصنا بملته وسبّلنا في سبل إحسانه لنسلكها بمنّه إلى رضوانه حمداً منا ويرضى به عنا

والحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهر رمضان، شهر الصيام وشهر الإسلام وشهر الطهور وشهر التمحيص وشهر القيام"[2].

 

إعداد البرنامج

 

والوظيفة الثانية التي لا بدّ أن نتهيأ لها مع بداية هذا الشهر المبارك هي ضرورة إعداد برنامج متكامل يفي هذا الشهر حقه، فهو شهر الله، شهر مفعم بالبركة واللطف؛ ولذا فإنّ له حقاً كبيراً علينا، وقد سئل بعض الأئمة (ع) عن رجل يقارب أهله في

شهر رمضان في السفر (وهذا عمل ليس محرماً لأنّه مفطر بعذر شرعي) قال: "ما عرف هذا حق شهر رمضان! إنّ له من الليل سبحاً طويلاً"[3].

والسؤال: كيف نعدّ برنامجاً متكاملاً يفي الشهر حقه؟

 

الخطوط العريضة للبرنامج

 

والجواب: إنّ البرنامج الأمثل في شهر رمضان هو البرنامج الذي أكدّه النبي (ص) والأئمة (ع)، فلا حاجة بنا إلى الاجتهاد إلاّ في الوسائل التي من طبيعتها أن تكون متحركة وما يمكنني أن أشير إليه هو بيان الخطوط العريضة لهذا البرنامج، وذلك

ضمن المحاور الأربعة التالية:

 

1-   البرنامج الروحي /2- البرنامج الثقافي/ 3- البرنامج الاجتماعي/ 4 - البرنامج التربوي.

 

 

1-   البرنامج الروحي

 

والبرنامج الروحي هو أهم ما علينا الاهتمام به في هذا الشهر، لأننا في هذه الأيام نواجه حالة خطيرة من الجفاف الروحي، فنحتاج إلى ما يروي ظمأنا وعطشنا الروحي، وهل أفضل من شهر رمضان ليعيننا على ذلك! كثيرون من الناس تراهم مهتمين

بنوع المأكولات الرمضانية، وتنطلق الدعاية الإعلامية لتأخذهم إلى أفضل السهرات والأغاني الرمضانية وأدسم الموائد وأفخر الحلويات الرمضانية... بما يشكل مسخاً لروحية وهويّة هذا الشهر، وحبذا لو نجد دعايةً عن أعذب الأدعية الرمضانية

وأجمل التلاوات القرآنية التي تعطر نفوسنا وتؤنس أسماعنا ونفوسنا في هذا الشهر المبارك!

 

إنّ الإنسان ليس جسداً بحتاً، بل إنّه مزيج مركب من الروح والجسد، وكما أن للجسد علينا حقاً فإنّ لأرواحنا علينا حقاً، والخالق الحكيم أخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار، فهيأ لنا ما يلّبي متطلبات الروح ومتطلبات الجسد، وفيما يتصل بمتطلبات الروح،

يأتي شهر رمضان باعتباره أعظم فرصة متاحة تمكّن الإنسان - إذا أحسن استغلالها - من العود إلى الذات، وتأمين حاجيات الروح، فالصيام عن الأكل والشرب وعن العلاقات الجنسية، يهيأ المكلف روحياً ليسمو ويرتبط بالله تعالى ارتباطاً وثيقاً.

وأعتقد أنّ ما يجده الزاد الروحي المأثور عن المعصومين عليهم السلام فيما يتصل بكيفية الدعاء والعبادة في هذا الشهر يعدّ ذخيرة هامة ومنقطعة النظير على هذا الصعيد، ولسنا بحاجة إلا للاغتراف من هذا المعين الذي لا ينضب.

ولهذا نحن مدعوون إلى:

 

أ‌-       تلاوة كتاب الله تعالى، تلاوة تخشع لها القلوب وتقشعر لها الأبدان.

ب‌- الاهتمام قدر المستطاع بالصلوات المندوبة في هذا الشهر الشريف.

ت‌- العناية بالدعاء، فهو روح شهر رمضان، وساعات هذا الشهر هي أعظم فرصة تسمح للعبد بمناجاة ربه. وأدعية شهر رمضان ولا سيما أدعية السحر، تعد كنزاً روحياً هائلاً.

 

2-   البرنامج الثقافي

 

وأما البرنامج الثقافي، فهو أمر مهم للغاية، لأنّ شهر رمضان موسم للتزود الثقافي كما هو موسم للشحن الروحي، وبيان ذلك:

 

 1) إنّ من الطبيعي أن يصبح القرآن في هذا الشهر الشريف هو صاحبنا وصديقنا وأنيسنا، عملاً بوصايا الرسول الأكرم (ص) والأئمة (ع) من ولده والتي دعت إلى الاعتناء بالقرآن في هذا الشهر والتدبر في آياته، حتى ورد في الحديث عن أبي

جعفر الباقر (ع): "لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان"[4]، ومن المعلوم أنّ قراءة القرآن هي عملية تثقيف للإنسان المسلم، فالقرآن حديقة غناء فيها كل الثمار والمعارف، من العقيدة إلى التشريع إلى التاريخ والقصص إلى المواعظ

والعبر إلى التعرف على آيات الله في الكون، وما علينا عندما نتلو آية إلا أن نقرأها قراءة تدبر وتأمل ونحاول أن نعي عمقها وامتدادها لا أن نقرأها قراءة لقلقة ودندنة.

 

2) ولا تقتصر الثقافة التي يتزودها الصائم على الثقافة الإسلامية، بل إنّه يتزود بالثقافة العلميّة، حيث يتعرف على الظواهر التكوينيّة؛ لأنّ الصوم عندما ربطه الإسلام بحركة القمر فإنّ هذا الأمر يحتّم على المسلم أن يتعرف على بداية الشهر القمري

ونهايته، وأن يستطلع أوضاع القمر ومنازله وتولده وإنارته ومحاقه. تماماً كما يلزمه ذلك أن يتعرّف على بداية الفجر وعلى مغيب الشمس وذهاب الحمرة، ليحدد أوقات إمساكه وإفطاره، وهذه في الحقيقة هي ثقافة علمية، وهي تدفع الإنسان للتدبر في

آيات الله والاهتداء من خلال ذلك على أسرارها وأوضاعها وتأثيراتها، كما يهتدي من خلال ذلك على مبدعها وخالقها، لأنّ هذا التنظيم يحتاج إلى منظم، كما أنّ وحدة النظم تدل على وحدة المنظم.

 

واللافت أنّ العبادات الإسلامية بأجمعها تربط الإنسان بالطبيعة وظواهرها، فبالإضافة إلى ما ذكرناه في شأن الصيام نجد أنّ الصلاة أيضاً ترتبط بالعديد من الظواهر تكوينيّة، فالفجر مبدأ لصلاة الصبح، والشروق هو المنتهى، والزوال هو مبدأ صلاتي

الظهر والعصر، والغروب هو المنتهى، كما أنّه - أي الغروب - مبدأ صلاة العشاء، وهكذا ..

 

إنّ هذا كله يساعد على تكوين ثقافة علمية بيئية وفلكية لدى الإنسان المسلم. ولعل هذا هو أحد أسرار وحِكَم اعتماد القرآن الكريم للتقويم الهجري في الأعمال العبادية من الصلاة والصيام والحج، وربما يكون هناك حكمة أخرى لذلك وهي أنّ الأشهر

القمرية متحركة وتدور دورة كاملة في كل 33 سنة ميلادية، الأمر الذي يجعل المسلم يؤدي عبادتي الصوم والحج في شتى المواسم، ولا يثبت على حال، ولا سيما أنّ المناخ يختلف من منطقة لأخرى ومن سنة لأخرى في شتى أرجاء المعمورة.

 

ومن هنا وجدنا أنّ الإمام زين العابدين (ع) قد استلفتته ظاهرة الهلال فأنشأ دعاءً خاصاً لذلك يشير فيه إلى وظائفه وخصائصه. ويستوقفنا في دعائه (ع) وصفه للهلال بقوله: "أيّها الخلق المطيع الدائب السريع المتردد في منازل التقدير المنصرف في فلك التدبير"[5].

 

فالإمام (ع) ينظر – من خلال هذه الفقرة - إلى الهلال باعتباره مخلوقاً لله تعالى مطيعاً لأوامره ومنقاداً لحركة القوانين الإلهية انقياداً تكوينياً ولا يتخلف عنها قيد أنملة، كما أنّه دائب سريع، والدائب هو المداوم على حالة مستمرة من العمل دون تخلف،

قال تعالى: {وسخر لكم الشمس والقمر دائبين} [ابراهيم - 33] أي مستمرين في حركتها وسيرهما وإضائتهما بشكل مطرد ودائم. ووصف السرعة بالنسبة للهلال لعله بلحاظ أنّ دورته تتم في فترة زمنية هي قصيرة بالقياس إلى حركة الشمس فإنّها لا

تتم إلاّ في سنة.

 

ويستمر الإمام (ع) في وصف الهلال فيقول: "المتردد في منازل التقدير" والتردد هو الرجوع مرة بعد أخرى، والمنازل هي منازل القمر التي قدرها الخالق لها، قال تعالى: {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم} [يس - 39]، وقال تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} [يونس - 5].

 

ليصل بعد ذلك إلى مرحلة ينخرط هو (ع) فيها ويتشارك مع القمر في دعاء الله تعالى، "فأسأل الله ربي وربك وخالقي وخالقك ومقدري ومقدرك ومصوري ومصورك أن يصلي على محمد وآله وأن يجعلك هلال بركة لا تمحقها الأيام" إنّه (ع) وبهذه

الفقرات من الدعاء يجعلك تشعر أنّك لست الوحيد في هذا الكون الذي يعبد الله ويسبحه ويمجده ويثني عليه، بل إنّك والقمر وسائر الكواكب والأرض وما عليها والسماء وما فيها والبحار وما حوت والأنهار وما حملت، إنّ كل ذلك من الذرة إلى المجرة

هو في محضر الله تعالى ومنقاد لأمره ومحكوم لمشيئته.

 

 

3-   البرنامج الاجتماعي

 

ويتلخص هذا البرنامج بالانفتاح على الآخرين والتواصل معهم والإحساس بهم وبمعاناتهم والسعي في قضاء حوائجهم والعمل على بلسمة جراحهم، ويمكنني أن أشير في هذا المقام إلى العناوين التالية:

1-   صلة الأرحام، في الحديث النبوي الشهير لدى استقبال شهر رمضان: "ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه".

2-   الصدقة، وقال (ص) في الخطبة نفسها: "وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صاركم.. وتحننوا عل أيتام الناس كما يتحنن على أيتامكم".

3-   إفطار الصائمين، وعنه (ع): "أيها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك؟ فقال: اتقوا الله ولو بشق تمرة اتقوا النار بشربة من ماء".

4-   الإحسان إلى الضعفاء، كالخدم ونحوهم وعنه (ص): "من خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه".

إلى غير ذلك من حالات التواصل الاجتماعي، والتي تسهم في بناء مجتمع متماسك متحاب، كما أراد الله تعالى. وليس مجتمعاً متفككاً متناثراً لا يهتم الفرد فيه إلا بنفسه ومصالحه.

 

4-   البرنامج التربوي

 

والبرنامج الرابع الذي يجدر بنا الإنشغال به في هذا الشهر هو أن نعمل على تربية أنفسنا والآخرين، فشهر رمضان أعظم مدرسة للتربية النفسية والأخلاقية، وتوضيح ذلك:

 

أولاً: على صعيد التربية النفسية، ولا ريب أنّ هذا الشهر يشكّل فرصة عظيمة لمحاسبة النفس ومراقبتها. والشخص الناجح هو الذي يراقب نفسه ونزعاته ومشاعره ويدرسها دراسة متأنية ليتعرف على نقاط الضعف في تفكيره أو عواطفه أو سلوكه، ويعمل على إصلاحها، وأمّا من لا يقوم بهذا المراجعة والمحاسبة فسوف يظل يتخبط في أخطائه وقد لا يشعر بها.

 

وأهمية المحاسبة في شهر رمضان، أنّ عبادة الصيام تساعد على تهذيب أخلاقنا وصقل شخصياتنا، فالصيام كما يعلّمنا التواضع والإحساس بالآخر، باعتبار أننا جميعاً سواسية في الجوع والعطش، وكذلك فإنّه يعلّمنا أو يساعدنا على ترك العادات السيئة والقبيحة، فمن يضبط نفسه عن تناول الطعام والشراب رغم إلحاح النفس على ذلك يستطيع أن يغير عادات قبيحة أخرى، ومنها تناول الدخان أو غيره.

 

ثانياً: الصوم وحسن الخلق، ومن الأمور يفترض أن نقف عندها في هذا الشهر مسألة الأخلاق، وهذا ما ألفت النبي (ص) أنظارنا إليه في خطبته عند استقبال شهر رمضان: "أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل الأقدام"[6].

 

 ولا بد لي أن أتوقف قليلاً عند حسن الخلق لأهميته، فما المراد بحسن الخلق؟ وما هي أهميته؟ وما هي آثاره الإيجابية في الدنيا والآخرة؟

 

 

أ‌-      تعريف حسن الخلق

 

في الحديث عن الإمام الصادق (ع) وقد سئل عن حدّ حسن الخلق قال: "تُلين جانبك، وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر"[7]. وقد أشار هذا الحديث إلى ثلاثة عناصر تعدّ حدود حسن الخلق:

الحد الأول: أن "تُلين جانبك" وتخفضه فلا تشمخ بأنفك ولا تتكبر على أحد من الناس، لأنك { لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً} [الاسراء - 37].

الحد الثاني: أن "تطيب كلامك"، فلا تفوه إلاّ بالكلام الجميل والطيب، فقال تعالى: {مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..}[ابراهيم - 24].

 

الحد الثالث: "وتلقي أخاك ببشر" فلا تقطب حاجبيك بوجه الآخرين أو تعبس في وجوههم كما يفعل بعض الأشخاص الصائمين ممن تراه عبوساً قمطريراً يغضب بسرعة ويرفع صوته على أطفاله أو زوجته بحجة أنّه صائم! فمثل هذا الشخص لم يعِ

مغزى الصوم وعمق دروسه، ولم يفهم رسالة الصيام وهدفها، في الحديث عن الإمام الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (ص): إنّ شهر رمضان شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو السيئات ويرفع فيه الدرجات.. ومن

حسّن فيه خلقه غفر الله له ومن كظم فيه غيظه غفر الله له.."[8].

 

 

ب‌-  أهمية حسن الخلق

 

في كلمة تؤثر عن رسول الله (ص) تعبر أروع تعبير عن مكانة حسن الخلق عند الله تعالى، يقول (ص) فيما روي عنه: "الإسلام حسن الخلق"[9]، وفي رواية أخرى عنه: "حسن الخلق نصف الدين"[10]، إنّ هذه الكلمة لرسول الله

(ص) تبين لك موقع الأخلاق في الدين "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالدين ليس صلاة وصياماً وعبادة فحسب، بل هناك عامود آخر للدين ألا وهو حسن الخلق، ولا يقوم الدين بعمود واحد، فإن وقع خلل في عامود البناء تعرّض البناء للتصدع،

فلا تنفعك صلاتك إن لم يكن لديك أخلاق ولا ينفعك صومك إذا كنت سيء الخلق.[11].

 

ث‌-  آثار حسن الخلق

 

وقد تسأل هل يبلغ الأمر إلى هذا المستوى ليصبح حسن الخلق معادلاً للإسلام؟

والجواب: نعم، فرسالة الدين هي رسالة أخلاق، والخلق الحسن هو الذي يساعد على استقرار الحياة وانتظامها على أكثر من صعيد، وإليك مزيد من التوضيح:

 

أولاً: على المستوى النفسي، فإنّ الخلق الحسن يؤمن للإنسان حداً من السعادة والحياة الهانئة، ففي الحديث عن علي (ع): "لا عيش أهنأ من حسن الخلق"[12]، فلا سعادة للمرء في الحياة إذا كانت أخلاقه أو أخلاق من يعاشرهم سيئة.

 

ثانياً: على المستوى الاقتصادي، فإنّ حسن الخلق يساعد على العيش الكريم، ففي الحديث عن الصادق (ع): "حسن الخلق يزيد في الرزق"[13] فإنّك لو كنت صاحب تجارة وكانت أخلاقك سيئة تعبس في وجه الزبائن فلن يدخل دكانك أحد،

وبذلك تسبب الفقر لنفسك وعيالك، ولذا نرى اليوم أنّ المؤسسات الناجحة تعلّم موظفيها على حسن التعامل مع الناس الذين يترددون على المؤسسة وذلك لتكسب الزبائن، وهذا المعنى لا بدّ أن ينعكس على الموظف في الحكومات وأجهزة الدولة الذين

يعتاشون من أموال الناس، فليس من السليم أبداً أنه إذا ذهب المواطن إلى الدوائر الحكومية لحاجة معينة فيتعامل الموظف معه معاملة سيئة وربما أهانه أو أذله، أو استقبله بوجه مكفهر مع أنّ هذا الموظف يعيش من أموال هذا المواطن الذي يدفع

الضرائب للدولة.. وهذا في الحقيقة مؤشر على الفساد الإداري في مجتمعاتنا، إنّ الإدارة الناجحة هي التي تعلّم موظفيها أن يتقنوا فن الابتسام بوجه المراجعين والصبر عليهم واستيعابهم والتعامل معهم بكل احترام وتقدير.

 

 وهذا ما يجعلنا نفهم معنى ومغزى قول الإمام الصادق (ع) فيما روي عنه: "إنّ البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار"[14]. إنّ الخلق الحسن   "يعمر الديار" ليس بطريقة غيبية بل من خلال أنّه يحبب الناس إلى صاحب الخلق فيكثر أعوانه وإخوانه وأصدقاؤه، وهو "يزيد في العمر"، ليس على نحو غيبي أيضاً وإنما لأنّه يخفف التوتر والقلق عند الناس، فتطول أعمارهم، وقد قال علي (ع): "سوء الخلق نكد العيش وعذاب النفس"[15].

 

 ثالثاً: على المستوى الرسالي، فإنّ الخلق الحسن هو أفضل داعية إلى الإسلام وإلى الدين، فصاحب الخلق الحسن يفتح قلوب الناس عليه ويجذبهم إلى معتقده ودينه، فعن رسول الله (ص): "حسن الخلق يثبت المودة"[16]. ومن المؤكد أنّ رسول

الله (ص) قد جذب الناس إلى دعوته بأخلاقه الحسنة، وهكذا الأئمة من أهل بيته (ع) فكم من شخص أسلم على يديع عندما عندما عامله النبي (ص) بما هو أهله من الكرم والخلق الحسن، ومن هنا فنحن لا نتفهم أن يكون هناك داعية إلى الإسلام ولا

يحمل أخلاقاً طيبة، فمثل هذا من الأفضل أن يبتعد عن مجال الدعوة، لأنّه بسوء خلقه ينفرّ الناس عن الدين ولا يقربهم منه، فإذا أردت أن تكون داعية لله ولدينه فلا يمكن أن تكون مزاجياً بل لا بدّ أن تتحلى بأخلاق رسول الله (ص) في الصبر على

ألذى {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه..} [الكهف - 28].

 

 

ج - ثواب حسن الخلق

 

ولأنّ للخلق الحسن هذه الآثار الطيبة على صعيد الحياة السعيدة، وعلى صعيد استقرار الحياة الإنسانية وعلى صعيد الدعوة إلى الله تعالى، كان من الطبيعي أن يكون ثوابه في الآخرة جزيلاً وعظيماً، وإليك بعض الحاديث الشريفة التي تؤكد على أجر صاحب الخلق الحسن:

 

1-   عن رسول الله (ص): "إنّ صاحب الخلق الحسن له أجر الصائم القائم"[17]، وربما كان أجره أجر الصائم بالتحديد، على اعتبار أنّ الخلق الحسن يحتاج إلى مجاهدة للنفس وكظم لغيظها تماماً كما يحتاج الصائم إلى صبر على شهوات النفس ورغباتها.

2-    عن رسول الله (ص): "أول ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه"[18].

3-   وعنه (ص): "ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن"[19].

4-   قيل لرسول الله (ص): ما الذي يلج به الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق"[20].

 

نُشر على الموقع في 16-5-2018



[1] وسائل الشيعة، ج10، ص313.

[2] الصحيفة السجادية، من دعاء الامام زين العبدين (ع) إذا دخل شهر رمضان.

[3] تهذيب الأحكام ج4 ص241.

[4] الكافي ج2 ص630.

[5] الصحيفة السجادية، دعاء الامام زين العابدين (ع) إذا نظر الهلال.

[6] الأمالي للصدوق ص154.

[7] معاني الأخبار ص253.

[8] الأمالي للصدوق ص109.

[9] كنز العمال

[10] الخصال للصدوق

[11] ففي الحديث عن رسول الله (ص): "قيل له: إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها، فقال: لا ضير فيها هي من أهل النار"بحار ألأنوار ج68 ص394.

[12] عيون الحكم والمواعظ ص538.

[13] بحار الأنوار

[14] بحار الأنوار

[15] غرر الحكم ودرر الكلم

[16] بحار الأنوار

[17] مستدرك الوسائل ج8 ص443.

[18] قرب الإسناد ص46.

[19] مستدرك الوسائل ج8 ص442.

[20] م. ن. ج 8 ص 448.

 






اضافة تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

موضوع *

الرسالة *


 


 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon