حوار مع مركز أفاق للدراسات والأبحاث: مشكلة الأديان تتشكل في الخطاب الفقهي    ثمن الحرية    أمثل الأساليب في عمليّة تهذيب النفس    مزايا الشباب    العمل سرّ النجاح    العبادة وعيٌ وانفتاح لا جهل وانغلاق    اقتناء أصنام الأمم البائدة    المفاهيم الدينية بين وجوب الاعتقاد وحرمة الانكار    البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد    
 
بحث
 
تكريم الإنسان
 
س » من المقصود في الزيارة: السلام على عليّ بن الحسين.. هل هو زين العابدين (ع) أم الأكبر أم الرضيع؟
ج »

الظّاهر - بحسب السّياق - أنّ المُراد به هو عليّ الأكبر الشّهيد لدوره الكبير وحضوره في المعركة، ولعظيم مُصيبته على الإمام الحسين (ع)، أمّا الطفل الّرضيع فيكون ُمندرجاً في فقرة أخرى وهو قوله في الزّيارة - وعلى أولاد الحسين -  والتي تشمل سائر أولاده بمن فيهم الإمام زين العابدين (ع) والبنات أيضاً .

 


 
س » يوجد لديّ إشكالات كثيرة على الاستدلال بحديث الثقلين على العصمة، فهو يشمل إجماع العترة وليس آحادهم، ويشمل العباس عم النبي (ص)، فهل هؤلاء معصومون؟؟
ج »

أولاً: إنّ حديث الثقلين لا شكّ فيه من حيث السّند وهو مُستفيض حتى في روايات السّنة ناهيك عن روايات الشيعة ، وأّما من حيث الدّلالة فإنّه وبصرف النّظر عن كون القرآن الكريم أفضل من العترة أم عدم كونه كذلك ، فلا ريب في دلالة الحديث على أن التمسّك بالعترة يُشكّل صمّام أمان للأمّة يمنعهم ويعصمهم من الضّلال - ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا - ، ولا شكّ في دلالته أيضاً على أن العترة لا يفترقون عن القرآن الكريم ، ولا يُتصور أن يصدر عنهم ما يُخالف القرآن وهذا ما يدل عنه قوله في الحديث - لن يفترقا - .


- ثانياً : إنّ ما ذكرتموه بأنّ المراد بالحديث هو إجماع العترة هو كلام ضعيف ولا وجه له لأنّه إن أريد بالعترة ما هو أوسع من الأئمة من أهل البيت (ع) ليشمل العباس وذريته أو غيره، فمن المعلوم أنّ هؤلاء أعني العباسيين لا ميزة لهم عن سائر الصّحابة والنّاس فهم يُخطئون كغيرهم ويُمكن أن ينحرفوا كما انحرف غيرهم، وبالتالي فلا يُعقل أن يكون لرأيهم أو إجماعهم أيّ قيمة أو أن يُشكّل إجماعهم أو قولهم عاصماً للأمّة  عن الضّلال ، ما يعني أن نظر الحديث فقط إلى خصوص شريحة من العترة وهم الذين لا يُمكن أن يقعوا في الضّلال والانحراف، وهؤلاء لا فرق بين الواحد منهم أو الجميع ، فكما يكون قول الجميع حُجّة وعاصماً عن الضّلال ، كذلك قول الواحد، والقرينة على ذلك أنّه حين قال النبيّ (ص) هذا الكلام لم يكن من العترة التي يؤمَن وقوعها في الضّلال إلا عليّ (ع)، أما الحسن والحسين (ع) فكانا طفلين صغيرين، فهل كان الحديث لا قيمة له آنذاك لأنّه بعد لم يتحقّق إجماع العترة؟ من الواضح أن هذا بعيد جداً لأنّ كلامه (ص) ساري المفعول من حين إطلاقه ولا يتوقف على مرور عقود من الزّمن حتى يتشكّل إجماع العترة.


 
 
  كيف نثبت صدقية المراقد؟

عندما نتحدّث عن بناء المقامات.. فإنّ السؤال الذي يواجهنا:

 

كيف نثبت صدقيّة المراقد المبنية أو التي يُراد بناؤها؟ وما هي

 

مصادر الإثبات المعتمدة في انتساب القبور إلى أصحابها ؟؟

  رفض المنكر: بين الفريضة الدينية والحرية الشخصية

محاضرة ألقاها الشيخ حسين الخشن حول مفهوم "المنكر" وأنواعه وتصادم محاربة المنكر لمفهوم الحرية الشخصية للإنسان؛ والسؤال: ألا يحق لنا ردع الإنسان الذي يقوم بالمنكر؟ هل هو حرّ بالمطلق؟

  مداميك نهضة الأمة: التفكيك والبناء

محاضرة ألقاها الشيخ حسين الخشن في الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في سلطنة عمان

  رسالتي إليكِ
   أتوجه - في البدء - إليكِ أيتها الفتاة المسلمة المحجبة بتحية طيبة عطرة ملؤها الاحترم والإكبار، تقديراً لالتزامك بحجابك وحرصك على عفتك. 
 
  الشباب ومشكلة الجفاف الروحي

إنّ حالة اليقظة الروحيّة والعلاقة مع الله تعالى والتي يطمح إليها 

 

المؤمن، تعترضها صعابٌ، ويقف في طريقها بعض اللصوص

 

الذين يصدّون عن سبيل الله، فيُبتلى المرء بمشكلة التصحّر الروحي..

  الغريزة في ضوء التصور الإسلامي

إنّ موقف الإسلام من موضوع الغريزة الجنسية، لا يمكننا فهمه بشكل صحيح إلا في ضوء التصوّر العام إزاء فلسفة خلق الإنسان، ووظيفته في هذه الحياة.. ويأتي السؤال والحديث عن دور الجسد وغرائزه..

  التشريع الإسلامي ومواجهة الرذيلة

إنّ الله تعالى إذا أحبّ شيئاً فتح كلّ الأبواب أمامه، وشجّع

 

عليه وأثاب على مقدّماته، وإذا أبغض أمراً وكرهه فربما

 

أقفل كلّ النوافذ في وجهه، فضلاً عن الأبواب المؤدّية إليه.

  المقامات مصدر للتعبئة الروحيّة والثقافيّة

إنّ المفترض بالزائر عندما يقصد هذه المقامات أن يستلهم روح المزور،

 

ويستحضر مبادئه وتعاليمه ويسعى للاقتداء به والسير على نهجه وهديه،

 

ليكون ارتباطه به ارتباطاً رسالياً .. ومن هنا، فإنّ المطلوب تحويل هذه

 

المقامات إلى مراكزَ عباديّة وثقافيّة، مع ضرورة إبعادها عن كلِّ شائبة غُلُوّ ..

  ظاهرة تزايد المقامات: ظروفها وأسبابها

إنّ بناء المقامات قد يكون انطلق من دوافع طيبة ومشاعر

 

صادقة ونبيلة، إلا أنّ صدق المشاعر ونبل العواطف، والذي

 

هو محل تقدير، لا يصحّ اعتماده مستنداً في بناء المقامات...

  أزمة الحكم في الحجاز وموت عبد الله

إنّ قضية موت "الملك" عبد الله التي نصت الرواية على اعتبار موته من علامات

الظهور، كما تعرضت للقراءة الإسقاطية، فقد تعرضت للقراءة الانتقائية أيضا، حيث

يلاحظ أن من أسقطها على زماننا قد تجاهل سائر الروايات الواردة في شأن عبد الله

هذا والذي يسبب موته اختلافا بين الناس والمصرحة بأنه من ملوك بني العباس ...

  أسماء المواليد: تجاوز التقاليد والانتماء الحضاري

لا نجد مانعاً شرعياً في التنويع والتجديد في الأسماء وتجاوز التقليدي منها،

 

لكن شريطة أن لا تنطلق الرغبة في التجديد من عقدة نقص، كما هو الحال

 

ممّن يخجلون بأسمائهم الإسلامية والعربية، ويستوردون الأسماء من خارج حضارتهم

  كيف نحب الله؟

إن التعرف على الله تعالى والارتباط الروحي به من خلال التأمل في صفاته

 

والتدبر في آياته سوف يركز الإيمان في القلوب ويجذره في النفوس، ولا يبقى

 

هذا الإيمان مجرد قناعة فكرية وعقلية جافة وباردة..

  الحبّ في مدرسة عاشوراء

تعالوا أيها العاشقون للحسين (ع) ونحن نبكيه أن نبكيَه بكاء المحبّين لا بكاء المنتقمين، وهلموا بنا ونحن نلبس السواد أن لا ندع اللون الأسود يدخل قلوبنا ليملأها بالحقد والبغضاء، فقد ورد عن الصادق(ع) "بيّضْ قلبك والبسْ ما شئت"

  الاستخارة.. في ميزان العقل والشرع

 ثمّة ظاهرة في أوساط المؤمنين هي الاعتماد على الاستخارة

 

وقد يعتبرها البعض من علامات التخلّف، ومن الأسباب المعوِّقة

 

لتطوّر المجتمع، في المقابل, فإنّ بعض المؤمنين يبالغ في استخدامها

  التوحيد في الحب

 ومن الناحية الاعتقادية فلا يكمل إيمان العبد إلاّ بأن يكون حبّه لله تعالى

 

متقدّماً على حبّ من عداه وهذا معناه أنّ علينا أن نوحّد الله في الحبّ

 

فإنّ التوحيد لا يقتصر على أن نوحّد الله في الخالقية والربوبية.. بل في الحبّ أيضاً

  الإسلام وثقافة الأمل

 إن اليأس ليس أمراً جديداً في ابتلاء الإنسان به، بل عرفته البشريّة منذ القدم، إلاّ أنّ الجديد في المسألة هو انتشار حالة اليأس والاحباط وتحولّها إلى ظاهرة، والدين الذي كان على الدوام يشكّل خشبة الخلاص للإنسانية، بات خطابه منفرًا..

  الدين بين ثقافتي الحبّ والحقد

 ولا ينبغي الشكّ في أنّ الدين لا يمكن أن يعلّم الناس الحقد أو يعطي الحقد

 

غطاءً شرعيّاً، كما أنّه ليس لدينا حقد مدان وآخر "مقدس"، فالحقد بكلّ أشكاله

 

وألوانه هو خُلُق لئيم وطبع ذميم يتعالى عنه الأبي الكريم  "الحقد ألأم العيوب"

  الحب بين الحلال والحرام

إنّ الحبّ إذا تحوّل إلى حالة غرائزية بعيداً عن العقد الشرعي الذي ينظّم العلاقة

 

بين الجنسين، فإنّه يغدو مذموماً ومرفوضاً، فضلاً عما إذا امتد إلى أبعد من ذلك،

 

إن المحبّ في هذه الحالة يكون قد ابتذل الحبّ وعكّر صفوه وخان إيمانه بالله تعالى،

  الشباب والمسؤولية

المسؤولية هي التعبير الأرقى عن إنسانية الإنسان، فأنت لا يمكن أن تعيش

 

إنسانيتك خارج نطاق المسؤولية والالتزام. والمسؤولية هي التي تميّزنا عن

 

المخلوقات التي تحرّكها غريزتها، والمسؤولية ليست امتيازاً أو سلطة، هي أمانة

  العمل سرّ النجاح

إنّ العمل في سبيل المعاش شرط لاستمرار الحياة وسعادة الإنسان، والأمّة

 

التي لا تعمل هي أمّة فاشلة ومحكومة بالتخلّف وبالسّقوط في مجال التنافس

 

الحضاري، فالعمل ضرورة لا بد منه، وواجب لا يجوز التقاعس في أدائه.

  العمل سرّ النجاح

إنّ العمل هو شرط لاستمرار الحياة وسعادة الإنسان، والأمّة التي لا تعمل

 

هي أمّة فاشلة ومحكومة بالتخلّف وبالسّقوط في مجال التنافس الحضاري،

 

 بل هو ضرورة  وواجب من واجباته التي لا يجوز لها التقاعس في أدائها. 

  المعرفة القائمة على العرفان تلزم أصحابها

حوار أجرته "رحيل دندش" من مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر

 

حول المنهج العرفاني، شارك فيه سماحة الشيخ حسين الخشن

  الشباب وكأس العالم

 

 إنّ الإسلام - بحكم وسطيته واعتداله – ينطلق في تشريعاته وأحكامه من مصالح نوعيّة تراعي خصائص الإنسان ومتطلباته الفطرية المختلفة، وتعمل على تأمينها، ومن هذه الخصائص الفطريّة أنّه – أي الإنسان - لا يتسنى له أن يبقى جاداً في كل حالاته، بل يحتاج إلى شيء من المرح واللهو البريء ومن هذا المنطلق فقد راعى التشريع الإسلامي هذه الحاجة ووازن بين متطلبات الإنسان المتنوعة، فوازن بين الدنيا والآخرة، وقد روي عن الإمام الكاظم (ع) أنه قال: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"[1]، ووازن بين متطلبات الجسد ومتطلبات الروح، قال تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق..}، وعن أمير المؤمنين (ع): "إنّ هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم" [ 
  المسلمون وثقافة اللعن

من جملة أساليب التراشق الداخلي المنتشرة في الأوساط الإسلامية أسلوب اللعن أو التلاعن المتبادل بين الناس، فكلُّ فئة تلعن الأخرى أو بعض رموزها ومقدّساتها، مع إسباغ اللعن لبوساً شرعيّاً وتبريره بمبرّرات "دينية" والتلاعن المذكور- في العمق- ليس مجرّد كلمات طائرة في الهواء يردّدها مُطْلقُها بلسانه، بل إنّه تعبير لفظيّ ينطلق من نزعة عدائية توغل في إسقاط الآخر ونزع الحرمة والقداسة عنه.

  مَنْ ينطق باسم الدين؟

هل الخطاب الديني حِكْرٌ على طائفة وجماعة محدّدة وهم علماء الدين؟ أو أنّه يتاح لجميع أتباع الدين- أيّ دين- أن يتكلّموا باسم الدين الذي ينتمون إليه وعظاً وإفتاءً، تأليفاً وتحقيقاً؟ فيكون من حقِّ المسلم أن يتحدّث باسم الإسلام، ومن حقّ المسيحي أن يتحدّث باسم المسيحية وهكذا؟ وما هي الضوابط أو الشروط التي يلزم توفّرها في القائمين على الخطاب الديني ليكون منسجماً وسليماً وهادفاً؟

  الخطاب الإسلامي بين قيود الماضي وتحدّيات الحاضر والمستقبل

منذ أمد ليس بالقصير جاهر أفراد من أُمّتنا بالدعوة إلى الانقطاع عن الماضي والتاريخ، معتبرين أنّ ذلك هو الخطوة الأولى على طريق تقدّم الأُمّة والتحاقها بركب التطوّر الحضاري، وهكذا شهدنا مَنْ يسعى- تنظيراً وعملاً- نحو الانعتاق عن الجذور والتراث بحجّة كونه عقبة كأداء تتعارض مع التطوّر الحضاري والتقدّم العلمي وتعترض مسيرتهما، وكان الحلّ الأمثل عند هؤلاء في تقليد الغرب ومحاكاته واستنساخ تجربته والتخلّق بأخلاقه.

  الخطاب الديني بين المصطلحات الموروثة والمستوردة

هل للإسلام لغة خاصة وألفاظ معيّنة يدعو أتباعه إلى التقيّد بها في مقام التعبير والمحاورة؟ وما هو الموقف الإسلامي من استخدام مصطلحات الآخرين الوافدة علينا؟ وهل يمكننا هَجْر بعض المصطلحات الإسلامية وسَحْبها من مقام التداول إذا أصبحت تَحْمِل إيحاءً سلبياً بفعل بعض الظروف الطارئة؟

  الخطاب الإسلامي ومراعاة الزمان والمكان

 

هل يتأثر الخطاب الإسلامي بمرور الزمان وتبدّل المكان وتغيّر الظروف؟ أم أنّه خطاب ثابت في شكله وحروفه كما هو ثابت في مضمونه وعمقه وليس لتغيّر الزمان والمكان تأثير عليه؟

 
  الخطاب الإسلامي بين جمود الفكر وجنوح العاطفة

 

 على الخطاب الإسلامي أن يكون متوازناً فيما يقدّمه للإنسان، فيراعي حاجيات

 

القلب والعقل، ويقدّم الغذاء النافع لهما، ويتجنّب الإفراط والتفريط، فلا يطغى

 

حساب العاطفة على حساب العقل ولا العكس أيضاً، بل يوازن بين الاثنين،

 

فلكلٍّ نصيبٌ ومقدار، وكلٌ يوضع في ميزانه ويُؤتى من بابه.

  الخطاب الإسلامي بين التبشير والتنفير

... وقد رُوي عن رسول الله (ص) أنّه قال: "بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا"[3]. إنّ قوله (ص): "بشّروا، لا تنفّروا" يشكّل دعوة صريحة إلى ضرورة اختيار أفضل الأساليب التبليغية وأحبّها إلى قلب الإنسان وأكثرها إيقاعاً وإقناعاً، وضرورة اجتناب الأساليب المنفّرة شكلاً ومضموناً...

  الخطاب الإسلامي وعقدة المؤامرة

 

... وربما كان لهذا التاريخ المليء بالمظالم والمؤامرات التي تعرّض لها المسلمون حتى ذاقوا المرارات وتجرّعوا السمُّ الزعاف، وخسروا الكثير من أمنهم وعزّتهم وبلادهم وأنفسهم، مضافاً إلى الأماني الكاذبة والخدع المستمرّة التي كان ولا يزال يمنّيهم بها المستكبرون ويعدونهم بالوقوف إلى جانبهم 

 

... ثم سرعان ما تتبخّر هذه الوعود وتذهب سدى، ولا يحصد المسلمون إلا المرارت والآلام، أنّ ذلك كلّه ساهم في تشكّل هذه الذهنية التي تحمل هذه الصورة السوداويّة القاتمة تجاه الآخر...

 

 

  العبادات ودورها في تهذيب الخطاب الإنساني

 

 

.. إنّ العبادات الإسلامية تعلّمنا أن نضبط لساننا وندقّق في كلامنا ونتأدّب في أحاديثنا وحواراتنا، لأنّ مَن يتأدّب مع الله لا بدّ أن يتأدّب مع الناس، وبذلك يكسب ودّهم ويأمن شرّهم،

 

ومن كلمات الإمام عليّ (ع) المرويّة عنه في هذا المجال: "مَنْ حسن كلامه كان النجاح أمامه" و"ربَّ لسان أتى على إنسان"، و"كم من دمٍ سفكه فم"، و"كم من كلمة سلبت نعمة".

  كيف نواجه التطرّف؟

 

كيف نواجه حركات التطرّف والجماعات التكفيرية المنتشرة في شرق عالمنا الإسلامي وغربه، وهي تزداد ضراوة وشراسة كلّما ازداد الهجوم الاستكباري والعدواني على أُمّتنا؟

 

هل نواجه التطرّف بتطرّف آخر والتكفير بتكفير مضادّ أم أنّ هناك أسلوباً آخر أكثر فاعلية وتأثيراً؟

 
  كيف يحبنا ثم يعذبنا ؟

وقد يسأل البعض: إذا كان الله تعالى يحبنا كما قلتم وأسهبتم في الحديث عنه وكان خلق النار لا ينافي محبته لنا كما ذكرتم،

 

لكن لماذا خلقنا وهو يعلمنا أنه سيعذب البعض منا؟! أليس ذلك منافياً للحبّ؟

  في رحاب الموت
في ذكرى الموت نشعر أنّ حديث الموت هو الغائب الأكبر عن مناسباتنا، هذا مع أنّ الموت هو الأمر الأكثر حضوراً في حياتنا وهو غير تاركنا وإن تركناه ولا ينسانا وإن نسيناه ، وكل دقيقة بل ثانية تمر علينا فإنّها تأخذ معها بعض أفراد الإنسان إلى عالم الموت.
 
  علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل

"علماء أمتي كأنبياء [أو أفضل من أنبياء] بني إسرائيل"، هو حديث مشهور ينسب إلى رسول الله (ص)، ويتداوله العامة والخاصة، ويستشهدون به في الكثير من المواطن والمواضع ويرسلونه إرسال المسلمات، وربما اندفع البعض إلى استنتاج بعض الأحكام والتصورات العقائدية التي لا تخلو من جرأة على أنبياء الله تعالى بالاستناد إلى هذا الحديث، ولأجل ذلك، وبسبب أنّ المضمون الذي اشتمل عليه الحديث يثير اللغط والإشكال، لجهة أنه كيف يكون العالم أفضل من النبي (ع)؟! ولأنني أيضاً قد سئلت عنه من قبل بعض الأخوة الأعزاء، كان من الضروري أن ندرس الحديث سنداً ومضموناً، لنرى إن كان صحيحاً أم لا ؟ وأن كان بالإمكان الاعتماد عليه والاستناد إليه في بناء تصور عقدي في تفضيل علماء هذه الأمة على أنبياء بني إسرائيل أو تسويتهم بهم؟ وعلى فرض صحته فما المقصود بالعلماء الذين تتم مساواتهم بالأنبياء أو تفضيلهم عليهم؟

  فقه الشقاق وذهنية التفسيق

ثمّة آفة خطيرة تفتك بمجتمعاتنا الإسلامية وتزيدها تمزيقاً وتعمّق شقة الخلاف بين طوائفها وأبنائها وهي محاولة كل فرقة أو جماعة احتكار الشرعية والهداية والاستقامة لنفسها وسلبها عن الآخرين واتهامهم بالفسق والخروج عن جادة الشريعة، وهذا مظهر من مظاهر تكفير الآخر، وممّا يُؤسَف له أنّه يحصل التهاون إزاءه، وتزيده الأهواء ضراوة، فتضيع المقاييس الأخلاقية والشرعية ويغدو الآخر سوداوياً قائماً، ويحول الشنآن دون أن تُرى له حسنة واحدة، ولعلّ أجلى تعبيرات هذه الآفة هو في هذا التسرّع في تفسيق الآخر وتتبع عثراته وزلّاته، وقد يبرّر البعض لنفسه ذلك ويُسبغ على تصرّفه لبوساً شرعياً.

  إعفاء غير المسلم من التكاليف الشرعية

 

المعروف لدى فقهاء المسلمين أنّ الكافر مكلّف بالفروع، لكن لو أتى بالعبادات لا تصحّ منه، وفي المقابل يوجد رأي قويٌّ اختاره بعض الفقهاء الأعلام[1] يذهب إلى أنّ غير المسلمين ليسوا مكلّفين بالفروع، وكل مَنْ لا يؤمن بالأصول العَقْديّة الإسلامية فلا يُكلَّف بالفروع التشريعيّة، وإنّما يُكلّف بالإيمان بأصول الاعتقاد بعد التعرّف عليها، واستدلَّ أصحاب هذا الرأي- بعد تفنيد أدلّة القول الأول- بعدّة أدلّة من أهمّها:

 
  الشذوذ وموازينه

يستخدم البعض أساليب تهويلية متنوعة في مواجهة الآخر على طريقة الحرب النفسية ، أو ما يُسمّى بحرب الأعصاب التي تستهدف التأثير على معنويّاته في محاولة لثنيه عن آرائه وتأليب الرأي العام ضدّه وعزْله عن التأثير في الأُمّة ، ويأتي على رأس هذه الأساليب : رَمْي الآخر بالشذوذ عن الخطّ العام للجماعة التي ينتمي إليها  ، وقد اتّخذ الاتّهام بالشذوذ في الآونة الأخيرة بُعْداً خطيراً عندما تحرّك بدون ضوابط تحكمه أو قواعد يسير وَفْقَها ، وهو ما يستدعي وضع النقاط على الحروف وتحديد الضوابط العامة التي يُعتبر الخروج عليها شذوذاً وتجاوزاً للخطوط الحمراء.

  موجات التضليل والتناحر الديني

ثمّة أسلحة فتّاكة كثيرة يتمّ استخدامها في عمليات التناحر الديني والتراشق المذهبي المستعرّة منذ أمدٍ بعيد، ومن جملتها سلاح التضليل الذي يسلّه أتباع الأديان المختلفة بوجه بعضهم البعض ويشهره كلّ مذهب بوجه المذاهب الأخرى، وقد استفحلت موجات التضليل والتضليل المضادّ في الآونة الأخيرة وامتدّت إلى داخل الدائرة المذهبية الواحدة، وهو ما يستدعي تسليط الأضواء عليها بغية وضع الأمور في نصابها وتحديد موجبات الضلالة ومعالم الهداية.

  ظاهرة السُّباب والموقف الإسلامي منها

 

       تتفشّى في مجتمعاتنا الإسلامية وغيرها عادة سيئة غدت تشكّل ظاهرة عامّة ومترسّخة في النفوس، هي ظاهرة السبّ والشتم، فأتباع هذا الدين يسبّون أتباع الدين الآخر أو مقدّساتهم، وجماعة هذا الحزب يشتمون جماعة الحزب الآخر، والزوج يشتم زوجته، والأب ابنه والأخ أخاه والأستاذ تلميذه والمدير يشتم الموظّف العادي وهكذا، فالكلُّ يشتم الكلّ وإذا لم يجد البعض من يشتمه من الناس فإنّه يتجرّأ على سبِّ الله عزّ وجلّ، أو أنبيائه وأوليائه أو بعض مخلوقاته.

 
  السياحة في الإسلام
   السياحة نشاط إنساني متنوع الأهداف والغايات فهو وسيلة من وسائل الترفيه والمعرفة ومصدر من مصادر التمويل تعتمدها دول كثيرة في تنشيط وتنمية اقتصادها، وقد انشأت الدولة الحديثة لهذه الغاية وزارة باسم وزارة السياحة وظيفتها العمل على تعزيز ودعم النشاط السياحي، ومحاولة جذب السياح بشتى الأساليب، وتعيين وتهيئة أماكن خاصة لتكون مراكز سياحية.
 
  "اصالة الصحة" في مواجهة الفكر التكفيري

 

في ظل غلواء فتنة التكفير التي تجتاح العالم الاسلامي برمته من شرقه إلى غربه، حاصدة أرواح آلاف الأبرياء من المسلمين وغيرهم، في تجاوز صريح لكل القيم الإنسانية وانتهاك فاضح لكل الحرمات, وتشويه غير مسبوق لصفاء الصورة الإسلامية والمحمدية، في ظل هذه الفتنة يكون لزاماً على أهل البصيرة والوعي من علماء الأمة ومفكريها أن يقفوا ملياً أمام هذه الظاهرة ويتداعو لدرس مخاطرها، ويستنفروا كافة طاقاتهم وجهودهم الفكرية لمعرفة أسباب انتشارها وسبل معالجتها، وقد تطرقنا لهذا الموضوع في مقالات سابقة نشرت على صفحات هذه الجريدة المباركة وتحدثنا باسهاب عن مناشىء التفكير ودواعيه، ومنابع الفكر التكفيري، وضوابط حماية المجتمع الاسلامي من فتنته وشره.
 
  ضابط الإسلام والكفر

 

إنّ خروج الأمّة الإسلامية من نفق التكفير والتكفير المضادّ وتداعيات ذلك على واقعها وحاضرها ومستقبلها لن يكون ممكناً إلاّ بعد الاتفاق على ضوابط الإسلام والكفر ورسم الحدود الفاصلة بينهما، فهذه هي البداية الصحيحة لمعالجة مشكلة التكفير، وعبثاً نحاول التفتيش عن حلول وعلاجات خارج المراجعة الحقيقية لموجبات التكفير والتي توسعت فيها بعض المذاهب توسعاً غير مبرر، فأخرجت معظم المسلمين عن دينهم وحكمت بهدر دمائهم واستحلال أموالهم، وإذا ما تسنى لنا وضع ضوابط صحيحة وأسس محكمة لعمليّة التكفير فسوف نتمكن من محاصرة الظاهرة والتخفيف من مخاطرها، وهذا يحتّم علينا أن نجد جواباً واضحاً على السؤال التالي: ما هي الأصول التي يكون الاعتقاد بها شرطاً لاعتبار الإنسان مسلماً، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ويكون إنكارها كلاً أو بعضاً موجباً لخروجه عن الإسلام ؟
 
  مراتب الإسلام والكفر

 

قد يخيّل للكثير من الناس الذين يجمدون على ظواهر النصوص أنّ الإسلام أو الإيمان مرتبة واحدة، من أصابها فهو ذو حظٍّ عظيم، ومن أخطأها عُدَّ في زمرة الكافرين، ولو آمن بالله ورسوله(ص) واليوم الآخر، أو صلّى وصام وحج بيت الله الحرام، بيد أنّ الحقيقة ليست ذلك، فللإسلام مراتب متعددة ومدارج متفاوتة، والناس في بلوغ هذه المراتب مختلفون ومتفاوتون، فمنهم من يوفق فينال من الإسلام حظاً عظيماً ويبلغ رتبة رفيعة، ومنهم من لا يحمل من الإسلام إلا إسمه، وهذا التفاوت أو الاختلاف يرجع إلى أسباب عديدة، من أهمها: همة الإنسان وإرادته واستعداده وبيئته الثقافية والتربوية.
 
  التكفير .. ضوابط ومحاذير

في ضوء ما تقدم من حديث عن مراتب الكفر وأقسامه المتعددة، مما قد يلتقي بعضها مع الإسلام، وما تقدم أيضاً من حديث عن الفارق الكبير بين أركان الإسلام التي يقود إنكارها كلاً أو بعضاً إلى الخروج عن الدين ولو كان الإنكار لشبهة أو غفلة، وبين الأركان التي لا يؤدي إنكارها في حد ذاتها إلى ذلك وهي القائمة الكبيرة من ضروريات الدين والمذهب في الشريعة أو العقيدة، فضلاً عن غير الضروريات، في ضوء ذلك كله يكون لزاماً على المسلم أن يحذر الوقوع في شَرَك التكفير لمجرد أن يجد كلمة " الكفر" أو " الشرك " قد أطلقت في النصوص على بعض الأشخاص أو الأعمال، فربما كان كفراً دون كفر – كما مرّ عن ابن عباس – أو كان كفراً عملياً لا عقدياً، كما ذكرنا سابقاً، ولا يحق له أن يبادر إلى التكفير لمجرد أن يرى كاتباً أو باحثاً قد أنكر فرعاً فقهياً أو عقدياً أو ضرورياً من ضروريات الدين، فإنّ ذلك بمجرده لا يستوجب الكفر ما لم يستلزم تكذيب النبي (ص) أو إنكار رسالته.

  الكرامات والخرافات

تنطلق بين الفينة والأخرى دعاوى ( كل ما لم يعضده البرهان فهو دعوى) مختلفة عن حدوث كرامة في هذا المقام، أو ظهور "عجيبة" في ذاك المكان، ويتداول الناس ذلك ويصدق ذلك الكثيرون منهم ويندفعون إلى مكان ظهور الكرامة أو "العجيبة" بهدف أخذ البركة، أوطلباً لقضاء الحوائج، والدعاوى المشار إليها لا تختصّ بجماعة دينية دون أخرى، ولا بمنطقة دون أخرى، فهذا ما يحصل عند المسيحيين على اختلاف مذاهبهم، حيث يحدثونك عن رشح تمثال للسيدة العذراء زيتاً معيناً وربما دماً أحمر قانياً، أو نحو ذلك من الأمور، ويحصل عند المسلمين أيضاً على اختلاف مذاهبهم، ومن ذلك ما ادعي حصوله مؤخراً من ظهور دم أحمر في جدران بعض "المقامات" المبنيّة حديثاً في مدينة "بعلبك" في لبنان، وقد أثار الأمر ضوضاء كثيرة بين من كذّب الأمر وادعى أنّه "مفبرك" وقد سمعنا ذلك من غير واحد العلماء وإن اضطر بعضهم ليسحب كلامه لعدة اعتبارات، وبين من صدقّ الأمر وروّج له بشكل كبير، ما دفع بالآلاف من الناس لتتهافت إلى زيارة المقام المذكور، والسؤال: إنّه وأمام ظاهرة من هذا القبيل كيف نحدد موقفنا؟ وما هو تكليفنا؟ وما هي دلالات هذا الأمر؟

  هل إنّ من ليس مسلماً كافر؟

 

هل صحيح أنّ البشر ينقسمون إلى صنفين لا ثالث لهما، وهما المسلم والكافر؟ بحيث إنّ كل من لم يكن مسلماً فهو - لا محالة - كافر؟ أو أنّ ثمة حالة وسطى بين الاٍسلام والكفر؟
 
 ولو أردنا استخدام المصطلحات  المنطقية لطرحنا السؤال بالطريقة التالية، وهي: هل إنّ الاسلام والكفر هما من قبيل الضدين اللذين لا ثالث لهما، أم أنهما من قبيل الضدين اللذين لهما ثالث؟ فعلى الأول – أي إذا كانت النسبة بينهما نسبة الضدين اللذين لا ثالث لهما – فهذا معناه أنّ كلّ من ليس مسلماً فهو كافر؟ وأما على الثاني – أي إذا كانت النسبة بينهما نسبة الضدين اللذين لهما ثالث – فهذا معناه أنّ بالإمكان وجود جماعة من الناس قد لا يُحكم بإسلامهم كما لا يحكم بكفرهم؟

 

  ذرية الرسول (ص): الخيط الرفيع بين المحبّة والطبقية
غير خافٍ أنّ من أهم المبادئ التي أرساها الإسلام وحرص الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) على التبشير بها مبدأ التساوي بين الناس، سواءً في أصل الخِلْقة الإنسانيّة، أو في الوظيفة والدور، أو في الحقوق والواجبات، محارباً (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّ أشكال التمييز العنصري والتفاوت الاجتماعي، رافضاً الارستقراطيّة القرشيّة ومعاييرها الظالمة في تفضيل الناس بعضهم على بعضهم، مقدّماً معايير جديدة للتفاضل بين الناس لا تقوم على أساس النسب ولا العشيرة ولا اللون ولا الجنس ولا غيرها من المعايير الجاهلية، فـ "لا فضل لعربيّ على أعجميّ ولا لعجميّ على عربيّ، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلاّ بالتقوى" 1، وإنما يقوم التفاضل على أساس الدين والتقوى وما يقدّمه الإنسان لنفسه أو لأمّته من أعمال الخير والخدمات وما يكتسبه من مواصفات حَسَنة ويتحلّى به من خصال طيّبة، قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، [الحجرات: 13] وقال سبحانه: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، [الزمر: 9] ويقول تعالى: {أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون}، [السجدة: 18].
 
  في التفسير بالمأثور
سأل بعض الأخوة الأعزاء تقديم رؤية إجمالية حول التفسير بالمأثور، وهو التفسير الذي يتخذ الخبر مستنداً أساسياً  في عملية التفسير، وإجابة على سؤاله فإننا نقول:
 
  العنف : ممارسة خاطئة أم ثقافة مشوهة

 

 
من الصفات اللصيقة بالجماعات التكفيرية اعتمادها طريق العنف والقسوة في مواجهة الآخر، فهي لا ترى له حرمة ولا تجد غضاضة في لعنه وشتمه وضربه والتعدّي عليه، وانتهاك حرمته وسفك دمه، وليس في قاموسها مكان للرأفة والرفق إلاّ في حالات خاصة، وكأن الأساس في الشخصية الإيمانية الشدّة والغلظة، وأمّا الرفق والمحبة والرحمة فهي استثناء! وتلك هي حالهم في الماضي والحاضر.
 
  الإمام علي(ع) في مواجهة التكفيريين

لا شك أنّ التكفير بما يمثّله من ثقافة سوداوية تستعدي الآخر، وتستهين به، ولا ترى له حرمة في نفسه أو عرضه أو دمه، كان - ولا يزال - ظاهرة على خلاف الفطرة الإنسانية التي تحرّض على كل خير وترفض كل ظلم وعدوان، بيد أنّ الخروج عن مقتضيات الفطرة كان يجد له أنصاراً منذ فجر التاريخ، ولذا فإني لا أعتقد أنّ التكفير هو حالة جديدة ومستولدة من رحم الاسلام وأنّ البشرية لم تعرفها قبل ذلك، كما قد يخّيل إلى البعض أو يحاول البعض الآخر الإيحاء به، وكل مطلّع على التاريخ البشري وما يضج به من صراعات الأديان المختلفة وتناحر المذاهب المنضوية في الدين الواحد يدرك أنّ التكفير هو "ظاهرة" إنسانية عامة وعابرة للطوائف والمذاهب وليس ذا هوية إسلامية بالخصوص أو أنّه منتج إسلامي، وذلك لأنّ الشذوذ عن الفطرة هو حالة إنسانية بامتياز، أجل لا شك في أن الكثير من المجتمعات البشرية استطاعت أن تتغلب على هذه الظاهرة أو تحاصرها وتحدّ من انعكاساتها السلبية، بابتكار أو اعتماد منهج عقلاني يسمح بإدارة الاختلاف وتنظيمه دون اللجوء إلى استخدام العنف. 

  "اصالة الصحة" في مواجهة الفكر التكفيري

 

في ظل غلواء فتنة التكفير التي تجتاح العالم الاسلامي برمته من شرقه إلى غربه، حاصدة أرواح آلاف الأبرياء من المسلمين وغيرهم، في تجاوز صريح لكل القيم الإنسانية وانتهاك فاضح لكل الحرمات, وتشويه غير مسبوق لصفاء الصورة الإسلامية والمحمدية، في ظل هذه الفتنة يكون لزاماً على أهل البصيرة والوعي من علماء الأمة ومفكريها أن يقفوا ملياً أمام هذه الظاهرة ويتداعو لدرس مخاطرها، ويستنفروا كافة طاقاتهم وجهودهم الفكرية لمعرفة أسباب انتشارها وسبل معالجتها، وقد تطرقنا لهذا الموضوع في مناسبات عديدة وتحدثنا باسهاب عن مناشىء التفكير ودواعيه، ومنابع الفكر التكفيري، وضوابط حماية المجتمع الاسلامي من فتنته وشره.
 
  الشهرة والإجماع في ضوء المعايير العلمية

 

 

يستخدم البعض أساليب تهويلية متنوعة في مواجهة الآخر تدخل في نطاق ما يعرف بالحرب النفسية، أو ما يسمى بحرب الأعصاب التي تستهدف التأثير على معنويات الآخر في محاولة لثنيه عن آرائه وتأليب الرأي العام ضده وعزله عن التأثير في الأمة، ويأتي على رأس هذه الأساليب رمي الآخر بالشذوذ عن الخط العام للجماعة التي ينتمي إليها، وقد اتخذ الاتهام بالشذوذ في الآونة الأخيرة بعداً خطيراً عندما تحرك بدون ضوابط تحكمه أو قواعد يسير وفقها، وهو ما يستدعي وضع النقاط على الحروف وتحديد الضوابط العامة التي يعتبر الخروج عليها شذوذاً وتجاوزاً للخطوط الحمراء.                  

 

  كيف ندافع عن رسول الله ؟

كيف ندافع عن مقدساتنا؟ وكيف نرد الإساءة التي تعرض لها نبينا الكريم (ص)؟ هذا هو السؤال الذي يشغل العالم الإسلامي اليوم ويدوي في أرجائه بعد قصة الفيلم الأمريكي المسيء إلى رسول الله .

  دور الرؤيا والأحلام في الثقافة الإسلامية

 

   الحلم ظاهرة إنسانية مميزة وملفتة، وقد وقعت محلاً للبحث والدرس من قبل الحكماء والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الدين وغيرهم، وقد كتب عنها كثيراً وألّفت فيها العديد من المؤلفات التي تناولت هذه الظاهرة من أكثر من زاوية، في محاولة لتفسير المنام  وبيان أبعاده ودلالاته وفك رموزه.
 
  وحدة الأمة والحقد المقدس

 

في وسط هذا الجو المشحون بالأحقاد والمحموم بالعصبيات المذهبية والطائفية والعرقية والقومية والذي تغلي به منطقتنا العربية والإسلامية في هذه المرحلة المصيرية من تاريخها قد يعتبر البعض أنّ حديث الوحدة والتقريب هو حديث غير ذي جدوى، ولا يجد آذانا صاغية أمام أصوات "المدافع" الطائفية والمذهبية، وبالتالي فهو ليس سوى هواء في شبك يمر مرور الكرام دون أن يترك أي تأثير أو صدى.
 
  العقل السلطوي ومحاولات تطويع الدين

 

 ربما كانت إحدى مبررات وضرورات إطلاق حركة الاجتهاد الكلامي هي مساهمة هذه الحركة في فك الاشتباك بين العقيدي والسياسي، هذا التشابك الذي ترك تأثيره وبصماته على علم الكلام، ومع ذلك فلم يتم درسه بشكل وافٍ ـ في حدود إطلاعنا ـ بما يكشف ويفضح دور السياسة في صياغة الكثير من المقولات الكلامية.
 
  الخطاب العاشورائيّ: قراءة في المفهوم والمصادر
إنّ نهضة الإمام الحسين(ع) كانت نهضةً إنسانيّةً بامتياز في أهدافها ومنطلقاتها، وهي بحاجةٍ في استمراريّتها  إلى خطاب إنسانيّ يحمل قيم هذه النّهضة، فإذا ما افتقدت النهضة مثل هذا الخطاب الإنسانيّ، فسيؤول أمرها إلى الزّوال.
  مفاهيم صحَّحتها الثورة الحسينيّة

وقد ساهمت ثورة الإمام الحسين (ع) مساهمةً فعّالة في إيجاد صدمة كبيرة

 

في الرأي العام الإسلامي, وأوجدت هزّة عنيفة أيقظت الوجدان الإسلامي

 

ونبّهته إلى الانحدار الأخلاقي الذي أصاب الأُمّة وإلى التشوّه الخطير ..

  نظرة حول التداوي بالقرآن والأحراز والطبّ النبوي

 

يسود في بعض الأوساط الإسلامية اعتقاد خاطىء بشأن مسألة الاستشفاء والتداوي، ويتلخص هذا الاعتقاد بأن قضية التداوي تعتبر قضية غيبية يرجع فيها إلى النصوص، ووصايا النبي (ص) وأهل بيته (ع)، وليس إلى أهل الخبرة من الأطباء، فهل أن لهذا الكلام نصيباً من الصحة ؟ 
وبيان الموقف من هذا الاعتقاد يفرض علينا من الناحية المنهجية أن نتوقف في البداية عند المبدأ الأساس في قضية التداوي والاستشفاء، فهل هي قضية غيبية تعبدية وتؤخذ من النصوص الدينية؟ أم أنها قضية تعتمد على معطيات مادية يرجع فيها إلى أهل الاختصاص؟ ثم ننتقل بعد ذلك للتوقف عند النصوص الدينية الكثيرة الواردة في التداوي ، لنتسائل عن كيفية التعامل مع هذه النصوص؟
 

 

  النص مرآة صاحبه

 

عطفاً على حديثنا السابق حول المعايير السندية والمضمونية في محاكمة النصوص ومعرفة صحيحها من سقيمها نقول: إنّ ثمة معياراً آخر يعمل على النفوذ إلى داخل النص ودراسته شكلاً ومضموناً بعيداً عن صحة السند أو انسجام المضمون مع القرآن أو البرهان أو العيان مما سبق الحديث عنه في المعايير السابقة.
 
  الدعاء وسيلة ضعف أم قوة

 

هالني – لأول وهلة- عندما لاحظت وأنا أتصفح شبكة التواصل الاجتماعي(الـ facebook) تعليقاً لاحدى الأخوات سجلّته على دعوةٍ لي كنت قد وجهتهها – في إحدى ليالي الجمعة - إلى الأخوة والأخوات أن لا يحرموا أنفسهم من بركات دعاء كميل في مثل هذه الليلة، وكان تعليق تلك الأخت يقول: "لو أن الدعاء يأتي بنتيجة لانحلّت كل مشاكلنا"، "الدعاء – تضيف صاحبة التعليق- هو أسلوب الضعفاء والمهزومين والمقهورين".
 
  موقعية العقل في الميزان الإسلامي

 

 من المفترض أن تكون مرجعية العقل في مجال الاجتهاد الكلامي من المسلمات التي لا نقاش فيها حتى لدى أصحاب المنهج النصوصي، لأن النص لا يُثبت حجية نفسه إلاّ على نحو دوري كما هو واضح، وهذه النقطة تمثّل أحد وجوه الفرق بين علمي الفقه والكلام، ففي حين يُعتبر "الكلام" من العلوم البرهانية التي يُمثِّل العقل فيها مساحة كبيرة، فإن الفقه يعتمد على النص بشكل رئيسي، ويحتل العقل فيه دوراً هامشياً، لدرجة أنّ بعض الفقهاء لم ير في الأحكام الشرعية ما يتوقف على استدلال عقلي.(الفتاوى الواضحة للشهيد الصدر).
 
  مبدأ الرمزية في تفسير النص الديني

 

 يمثل الاعتماد على الظهور حجر الزاوية في مهمة قراءة النص واستكناه معناه لدى عقلاء البشر كافة، فالبناء العقلائي مستقر على الأخذ بالظواهر الكتابية أو الشفاهية، والناس يتخاطبون ويتحاورون ويحاجّ بعضهم البعض وفق ما يظهر لهم من الكلام، وكذلك يقرأون الوصايا والتقارير والوثائق في ضوء ذلك، والله سبحانه وهو سيد العقلاء لم يخترع طريقة خاصة يخاطب بها خلقه، وإنما كلمهم بنفس اللغة التي يفهمونها ويتخاطبون بها، ولا يكاد يختلف في ذلك اثنان من علماء المسلمين، ولذا فسروا كلام الله على أساس ما يستظهرونه منه، وبنوا منظومتهم التشريعية والفكرية على هذا الأساس، نعم ثمة تحفظ لدى البعض حول حجية الظهور في خصوص القضايا الاعتقادية باعتبارها تتطلب أدلة وبراهين يقينية وهو ما لا يوفره الظهور، وإن كان يمكن تجاوز هذا التحفظ بافتراض أنّ غالب الظهورات العقدية ـ بسبب تضافرها ـ تفيد الاطمئنان، إن لم تكن مفيدة لليقين.
 
  وضع الاحايث-دوافع وغايات

 

صحيح أن تراث المسلمين الديني هو الأنقى والأصفى قياساً على التراث الديني لسائر الأمم، بيد أن ذلك لا يعني خلوّه من الدس والتزوير وعبث العابثين، وهذا ما تنبه له علماء المسلمين منذ أمد بعيد، فعملوا على تنقية هذا التراث وابتكروا لهذه الغاية علمي الرجال والدراية اللذين تضمنا ضوابط وموازين دقيقة لتشخيص الخبر الموضوع عما عداه، وقد ألِّفت بعض الكتب بأسم"الموضوعات" رصد مؤلفوها المئات من الأحاديث الموضوعة.
 
  الإيمان والعمل ركيزتا الخلاص الأخروي

 

كيف تتم النجاة يوم القيامة؟ هل يحصل ذلك بمجرد الاعتقاد الصحيح أو أن الاعتقاد لا يكفي ما لم يقترن بالعمل؟ ثم ما المقصود بالاعتقاد وما المراد بالعمل؟
 
  الإيمان سبيلنا إلى الأمن و الأمان

 

في ختام المقال السابق عن "موقعية اليقين في بناء المعرفة الدينية" قلنا إن اليقين المرتجى والمنشود ليس هو خصوص اليقين الكلامي الذي يقف عند حدود العقل، وإنما هو اليقين العرفاني الذي يلامس شغاف القلب ويُشعر الإنسان ببارد الإيمان والاطمئنان، ولكن أين وكيف ذلك؟ وهل بمقدور الإنسان أن يصل إلى هذا اليقين وسط هذا التخبط الثقافي والأخلاقي الذي يجتاح الروح الإنسانية ويعمل على تفريغها من كل القيم والمعنويات؟
 
  التأويل: منهجاً وضوابط

 

هل يمكن اعتماد منهج التأويل في تفسير النصوص الدينية أم لا بدّ من الجمود على الظاهر؟ وإذا كان التأويل مشروعاً فما هي ضوابطه وشروطه؟ وما هي مساحته وحدوده؟ هذه الأسئلة وسواها نحاول الإجابة عليها فيما يأتي.
 
  الزيارة: أهدافاً ودلالات

 

ثمة ظاهرة بارزة في التاريخ الديني لدى كل الأديان، وهي ظاهرة زيارة مراقد وقبور الأنبياء والأولياء والصالحين، وقد سار المسلمون ـ سنةً وشيعة ـ وفق هذه السيرة العامة، ولم يشذ منهم أحد عن ذلك سوى بعض الفرق المتأخرة التي أثارت بعض الشبهات حول مبدأ الزيارة وأصل شرعيتها.
 
  الموقف الإسلامي من التشاؤم

 

 ومن المفاهيم المتشكلة خارج الفضاء الديني، والمعيقة لتطور الإنسان وتقدمه مفهوم التشاؤم أو ما يعرف بالطيرة، حيث لا يزال بعض الناس يتشاءمون من أماكن معيّنة أو أيام محدودة أو أشياء وكائنات مختلفة.: 
 
  العلم والدين : خدمات متبادلة

 

​إلى أي حدٍ يمكن لحركة الاستنباط الفقهي والكلامي أن تستفيد من الجهود العلمية في المجالات المختلفة؟ وهل يمكن أن يكون للاكتشافات العلمية دورٌ في هذا المجال أم أنّ المفاهيم العقائدية والأحكام الشرعية لها وسائل اثبات خاصة ولا يمكن إثباتها والبرهنة عليها أو تفسيرها عن طريق العلم، فضلاً عن وضعها تحت مشرحة العلوم الطبيعية؟
 
  كيف نفهم نحوسة الأيام؟ (1/2)

"قيمة الزمن في الإسلام"

في طقوس الشعوب وأدبياتها الشعائرية يلاحظ أن هناك ظواهر مشتركة يتلاقى عليها معظم الناس، من ذلك قضيتا النحوسة والسعادة، فتوصف بعض الأيام بأنها أيام نحس وهو ما يفرض تجاهها جملة من الطقوس الشعائرية ذات الطابع الوقائي الهادف إلى دفع غائلة النحوسة، وتوصف أيام أخرى بأنها أيام سعد، ويتم التعامل معها بطريقة احتفالية تحمل الكثير من مظاهر الفرح والمرح.
 
  كيف نفهم نحوسة الأيام؟ (2/2)

 

 قدمنا في المقال السابق تحليلاً عن فكرة نحوسة الأيام وسعادتها، وفي السياق تطرقنا إلى قيمة الزمن ومسؤولية العمر في الرؤية الإسلامية، وكان السؤال الملح الذي يحتاج إلى إجابة: كيف يمكن أن نوائم بين قيمة الزمن المشار إليها وبين ما ورد في المأثورات الدينية من حديث مسهب عن نحوسة الأيام.

 
  علامات الظهور والقراءة الانتقائية الاسقاطية

 

في مقال سابق أشرنا إلى وجود عدة محاذير وسلبيات تفرض الابتعاد عن القراءة الاسقاطية لعلامات الظهور، ووعدنا بالتطرق إلى محذور آخر يفرض الابتعاد عن القراءة المذكورة وهو مستقى من نفس الروايات الواردة بشأن علامات الظهور، وبيان ذلك:
 
  السيرة الحسينية وتحدي نزعة التقديس
إن منسوب التقديس يرتفع كلما تقهقرت الأمة أكثر وتدنى مستواها الحضاري ما يجعلها تمعن في استعادة أمجاد الماضي, وتجد فيها تعويضاً نفسياً عن هزائم الحاضر،وتاريخنا الإسلامي ليس بدعاً في هذا المجال، فقد أحاطه المسلمون بهالة قدسية ..
  المراسم العاشورائية بين المشروعية والشعائرية

إن الحسين(ع) نفسه شعيرة وعلم من أعلام دين الله، ومسؤوليتنا أن نُعظِّم تلك الشعيرة امتثالاً لأمر الله تعالى:{ومن يُعظَّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} والوسائل كـ اللطم مثلا هي من أساليب تعظيم الشعيرة لا أنها الشعيرة عينها.

  الخطاب العاشورائي وثقافة العاطفة
من المفهوم أن تلعب العاطفة دوراً أساسياً في طريقة إحياء ذكرى الإمام الحسين(ع)، لأنّ إحياء الذكرى وربطها المستمر بالوجدان هو الطريق الأنجع لضمان استمرارها، إلاّ أنّ غير المفهوم هو اعتماد "المنهج العاطفي" في قراءة النص التاريخي
  خلافة الله وحفظ النظام الكوني

 

لم يعرف تاريخ البشرية فترة زمنية تمكّن الإنسان فيها من الإمساك بزمام الطبيعة وقهرها لإرادته، كما عليه الحال في عصرنا هذا، عصر النهضة العلمية التي مكنت الإنسان من فهم الطبيعة واكتشاف أسرارها والتعرف على قوانينها الحاكمة وتفسير ظواهرها وأحداثها.
 
  الحجة الظاهرة والحجة الباطنة

 

ربما لا نبالغ إذا قلنا: إنّ أهم قاعدة تحكم مبدأ الحساب والعقاب ـ دنيوياً كان أو أخروياً ـ هي ما اصطلح عليه بقاعدة "قبح العقاب بلا بيان"، وهي قاعدة عقلائية جرى عليها بنو الإنسان في سيرتهم التشريعية وأوامرهم المولوية، فتراهم لا يعاقبون دون نص.
 
  موقعية اليقين في بناء المعرفة الدينية

 

 شكّل اليقين ـ سواء بمعناه الأصولي وهو الجزم الخالي عن أي تردد لدى النفس، أو بمعناه المنطقي الذي أضيف عليه عنصر المطابقة للواقع ـ حجر الزاوية في بناء المعرفة البشرية بشتى فروعها، وهكذا في بناء المعرفة الدينية على اختلاف حقولها، وإذا ما ذهب مشهور الفقهاء إلى حجية بعض أنواع الظن ـ كالظن الخبري ـ في المجال الفقهي، فليس ذلك إلا لقيام الدليل القطعي على حجيته.
 
  مفهوم الحظ في الميزان الإسلامي

 

إن الوظيفة التقليدية التي رُسمت لعلم الكلام هي قيامه بتأصيل العقائد الإسلامية وتصحيح الانحراف العقدي والوقوف بوجه كل محاولات التشويه والتحريف المقصود أو غير المقصودة، هذا التحريف أو الانحراف الذي أصاب الرسالات السماوية وأساء ـ مع مرور الوقت ـ إلى نقاء المفاهيم الدينية وعكّر صفوها.
 
  سمات العقل التقديسي وآفاته

 

تحدثنا في مقال سابق عن التأثيرات السلبية لحالة الجمود أو الركود التي أصابت علم الكلام على حيوية علم الفقه، لما بين العلمين من تفاعل وترابط، والحقيقة أنّ علم الكلام في وضعيته التاريخية وابتنائه على صياغات نظرية وأطر فكرية معينة لم يترك تأثيره سلباً أو إيجاباً على علم الفقه فحسب وإنما على مجمل الحركة الفكرية في الفضاء الإسلامي، كما على الواقع الإسلامي برمته في عملية نهوضه وتحرره وتماسكه وتقدمه نحو الأفضل.
 
  تزوير المفاهيم الدينية واغتيال العقل المبدع

 

بالعودة إلى الجمود الذي أصاب علم الكلام لقرون طويلة، فإنه ـ وفق ما نعتقد ـ لم يفقده حيويته الاجتهادية وقدرته الذاتية على التجدد شكلاً ومضموناً فحسب، بل أضعف من وظيفته الأساسية في الرصد المستمر والعمل على حياطة الدين بمنع تسلل المفاهيم الدخيلة أو اجتياح الأفكار المشوّهة، والعمل على غربلتها وتصحيحها، ووضع الحدود الفاصلة بين الحقائق والأوهام، والمقدس والنسبي، والثابت والمتغير.
 
  ظاهرة انحسار الحجاب

 

   من جملة الظواهر التي نراها مجافية للدين ظاهرة انحسار الحجاب في المجتمعات الإسلامية، وخطورة هذه الظاهرة لا تكمن في كونها تمثّل مساراً انحدارياً للحجاب في مجتمعاتنا ما يشكّل ابتعاداً وانحرافاً سلوكياً عن تعاليم الدين، وإنّما في أنّها أصبحت تعطى تبريراً "شرعياً" عند شريحة من الناس الذين يرون أنّ الحجاب هو مجرد عادة من العادات ولا دليل شرعياً على وجوبه، أو تعطى بعداً شخصياً عند آخرين، ما جعلهم لا يتقبلون فكرة الأمر بالحجاب والدعوة إليه، لأنّ ذلك يمثل - بنظرهم – اعتداءً على حرية الأشخاص.
 

 
  قراءة الكتب
 
    Designed and Developed
       by CreativeLebanon